adsense

2019/10/31 - 11:01 ص


بقلم عبد الحي الرايس
تَمَّ الإعلانُ مُؤخراً عن التوجُّه نحو خصْخصَة دار الأرزية بأزرو كحاضنةٍ للتربية البيئية، وقد كانت مَكْسَباً للصغار والكبار، تُقرِّبُهم أكثر فأكثر من البيئة في تجلياتها : شُمُوخِ أرْزها، وحُضورِ وحيشها، وتَنوُّعِ غاباتها، يَحُجُّون إليها من أقاصي البلاد وأدانيها، تبْذُرُ فيهم بُذور التعلق بالطبيعة، والتملي ببهائها، وتبْعثُهم على الولع بصيانتها والحفاظ عليها .
دارُ الأرزية لم يَمُرَّ عليها الحَوْلان، فلم تستكملْ بَعْدُ فِطامَها، وقد شهد افتتاحُها في اليوم العالمي للغابة من سنة 2018 حضوراً وازناً، وتبشيراً بِدَوْرِ الغابةِ في الاستدامة، ورسالةِ الدار في التربية على البيئة، فكيف بها الآن يُسْتباحُ فضاؤها ويُعْرَضُ للخصْخصَة !
كأني بالبلاد بعد أن خصْخَصَت العديدَ من مؤسساتها، وفتحت البابَ على مصراعيْه لخصخصة المؤسسات التعليمية والصحية، تأبى إلا أن تمضي قُدُماً في خصخصة دُورِ ومراكز التربية على البيئة.
وكأني بها تُصِرُّ على أن تسحب الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية من العموم لتُسندها إلى الخاصة، ولتقْصُر الاستفادة منها على أبناء خاصة الخاصة، وبذلك تُكرِّسُ القطيعة بين فئة ميسورة تمتلك وسائل التطبيب والتعليم والتربية على البيئة، وأخرى يَقعُدُ بها الفقر ومَحْدودية الدخل عن تحقيق الذات وإنضاج الشخصية.
وفي الضفة الأخرى يَسُودُ التوجه نحو تعميم التعليم والتطبيب، وإتاحة الفرصة في التنشئة الاجتماعية وتأمين تكافؤ الفرص بين الجميع.
وما أفلح بلدٌ أمْعَنَ في الخصخصة، وتخلى عن التعميم
فالانتماءُ للوطن، وغرس روح المواطنة يُلزم الدولة بتعميم الرعاية وضمان حسن التنشئة للجميع، فليس يُدرَى من أين يهبُّ النبوغ، وأين تنبتُ العبقرية!
وحَذارِ حَذارِ من الإمعانِ والتمادي في الخصخصة!!
.