adsense

2019/09/03 - 6:48 م

بقلم عبد الحي الرايس
ما ذا يحدث؟
ـ لو أن كلاًّ منا امتنع عن التخلص العشوائي من أي نفايةٍ مهما كانت صغيرة؟
ـ ولو أن كلاًّ تطوَّع بمَدِّ يَدِهِ إلى نفايةٍ مُلقاةٍ ليضعها حيث يجبُ أن تُوضَع؟
ـ سيحدث الكثير:
سنرتقي من شعبٍ يستهينُ بالنفايةِ صغيرةً وكبيرة، ويدأبُ على التخلص منها بعشوائيةٍ وتلقائية، إلى شعب يعشق النقاوة، ويعتبر ما سواها إهانة، وسيستيقظ فينا حسُّ النظافة، وسنُفعِّلُ محفوظاتنا التي طالما رددناها في البيت والمدرسة والجامع، وأتينا عكسها في الواقع: "النظافة من الإيمان"، و"إماطة الأذى عن الطريق صدقة"
ستصير أحياؤنا وشوارعنا نظيفة، وسنخفف العبء على عمالنا للنظافة.
وستصير مصايفُنا ـ شاطئيةً وجبلية، ومرابعُنا حيثما توجهْنا ـ مُشعَّة بالبهاء والجمال، ستتغير نظرتنا إلى بعضنا، ونظرة الآخرين إلينا لنوصف بأننا شعبٌ متحضر، يتجاوز نواقصه، ويصون حضارته، يسعد بنُزهاته وتنقلاته، ويُغري بارتياد فضاءاته.
لن يحدث هذا صدفة، ولو أن حصوله ليس بالأمر المستبعد، ولا هو بالمستحيل
فالذين لامسوا أزقةً وأحياء كانت من قبل مُتسخة متجهمة، فجعلوا منها فضاءاتٍ مُزدانةً مُبتسمة، قادرون على أن يُعطوا النموذج والمثال، ويبعثوا على المحاكاة والاقتداء.
وهذه جارتنا الشمالية إلى عهدٍ غير بعيد كان يُضربُ بها المثل في الاتِّساخ، والمنْتسِبُ إليها كان يُنعتُ بالإفلاس، هي الآن تنعمُ بشاطئ يمتد على أكثر من ألف كيلومتر مُجهَّز كأحسن ما يكون التجهيز بالْمِرشَّات والمرافق الصحية، وبالسِّلَل والحاويات، يستفيدُ منه أبناءُ البلاد، ويستقطب ملايين السياح.
وثمة مجهودٌ وطني انطلق، يحث على تعميم الشواطئ الزرقاء، ينبغي أن يتعزز بالتجهيزات الضرورية، مقرونة بحملاتٍ للتحسيس، مشفوعةٍ عند الضرورة بمبادرات للتغريم، إلى أن يصير حُسْنُ التخلص من البقايا عادةً وجِبِلَّة، وعندها سننعم بمدنٍ ومصايفَ ومَرابِعَ نظيفة، وسنُسَجل بفخر وحماسة، التحاقنا مُجدداً بركب الحضارة.