adsense

2019/09/03 - 3:59 م


أطلقت شرطة جنوب افريقيا اليوم الثلاثاء الرصاص المطاطي في جوهانسبرغ، لمنع حصول أعمال نهب جديدة بعد ليلة ثانية من أعمال العنف المناهضة للأجانب، حيث تم إحراق متاجر، فيما اعتبر رئيس البلاد هذه الأعمال "غير مقبولة على الإطلاق".
واندلعت أعمال العنف ليل الاثنين الثلاثاء، في حي الكسندرا في جوهانسبرغ المتاخم لحي ساندتون المالي.
وتم إحراق عدة متاجر ونهب أخرى في الحي، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس، قبل عودة الهدوء صباح الثلاثاء.
وتشهد جنوب افريقيا منذ مساء الأحد موجة جديدة من أعمال العنف ذات الطابع المناهض للأجانب.
وقال التاجر المتحدر من بنغلادش كامرول حسن، أمام متجره المحترق لوكالة فرانس برس "لقد أحرقوا كل شيء".
وأضاف "كل ستة أشهر يحصل الامر نفسه. بالتالي لماذا نبقى هنا؟، لقد خسرت كل شيء، وإذا دفعت الحكومة تكاليف سفري فسأعود إلى بنغلادش".
وبدأت أعمال الشغب بعد مقتل ثلاثة أشخاص في حريق، لم تتضح أسبابه بعد في مبنى بوسط مدينة جوهانسبرغ، قبل أن تمتد الى مناطق أخرى في العاصمة الاقتصادية لجنوب افريقيا، ثم الى بريتوريا العاصمة السياسية، الواقعة على بعد 60 كلم منها.
وتم توقيف أكثر من 110 أشخاص بحسب آخر أرقام، نشرتها السلطات التي أشارت الى مقتل مدني في ظروف لم تتضح بعد.
وندد رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا الثلاثاء بأعمال العنف المناهضة للأجانب، التي تشهدها البلاد معتبرا أنها "غير مقبولة على الإطلاق".
وقال في شريط فيديو نشر على حسابه على تويتر، "أدين بأشد العبارات أعمال العنف التي تمتد في أربع محافظات" في البلاد وبينها عاصمتها الاقتصادية جوهانسبرغ والسياسية بريتوريا.
وأضاف "الهجمات التي تستهدف تجارا أجانب غير مقبولة على الإطلاق، وهو أمر لا يمكن أن نسمح به في جنوب افريقيا" داعيا إلى "توقف هذا الأمر فورا".
من جهته قال ديفيد ماكورا رئيس وزراء محافظة غوتنغ، التي تضم جوهانسبرغ وبريتوريا "لا يمكن السماح لأشخاص أن يطبقوا القانون على طريقتهم".
وأضاف، "ليس هناك دولة لا يوجد فيها أجانب. كل الدول تواجه مشاكل اللاجئين وطالبي اللجوء".
وتابع، "من المهم أن نشدد الأمن على الحدود لكن يمكننا التدخل بدون اللجوء إلى العنف المناهض للأجانب".
واتهمت المعارضة الرئيس رامافوزا بعدم التحرك أمام أعمال الشغب، وقال زعيم أبرز حزب معارض موسي مايمان الذي يرأس التحالف الديموقراطي "أمتنا تحترق وتنزف".
وأضاف في بيان، أن شعب جنوب افريقيا "خائف وليس لديه أمل بالمستقبل، نشهد تدهورا اقتصاديا واجتماعيا وتظاهرات يتخللها عنف وأعمال نهب ودمار على نطاق واسع".
من جهته عبر الرئيس النيجيري محمد بخاري، عن "قلقه الشديد" الثلاثاء إزاء موجة العنف في جنوب إفريقيا ضد المهاجرين الأجانب وخصوصا رعايا بلاده.
وأعلنت الرئاسة في بيان أن "الرئيس بخاري أخذ علما بقلق شديد بالهجمات الجديدة، التي تستهدف مواطنين نيجيريين وممتلكاتهم في جنوب إفريقيا منذ 29 غشت".
وأضافت أن الرئيس طلب أيضا "من موفد خاص أن يلتقي الرئيس سيريل رامافوزا لكي يعرب له عن قلقه ويبحث معه الوضع"، مؤكدا أن هذا الموفد سيصل بريتوريا الخميس على أبعد تقدير.
وتشهد جنوب افريقيا، القوة الاقتصادية الأكثر تطورا في القارة، بانتظام أعمال عنف مناهضة للأجانب تؤججها نسبة البطالة العالية والفقر.
وفي عام 2008 أوقعت أعمال شغب مناهضة للأجانب 62 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد، وفي عام 2015 قتل سبعة أشخاص خلال أعمال نهب، استهدفت متاجر يديرها أجانب في جوهانسبرغ ودوربان
وتعتبر جنوب إفريقيا وجهة أساسية للمهاجرين، لأسباب اقتصادية في المنطقة، ويقصدها الكثيرون من ليسوتو وموزمبيق وزيمبابوي المجاورة بحثا عن عمل.