adsense

2019/09/03 - 11:57 م


ربما ما عاد هناك متسع لممارسة الحقوق والحريات النقابية بمدينة فاس، كنا نسمع فيما مضى عن ممارسات السلطة الهادفة لإسكات كل الأصوات التي تشذ عن أصوات النظام، لكن أن يصدر هذا عن منتخب تم اختياره ليكون صوت الطبقات الفقيرة والمسحوقة، في ظل أوضاع سياسية واجتماعية مأزومة، ووضع اقتصادي مترد، فهذه موضة جديدة لا عهد لنا بها.
مناسبة هذا الكلام، الخبر الذي استقيناه من مصدره الذي أكد لنا ان رئيس المجلس الجماعي لمدينة فاس، قد أصدر أمره المطاع بإيقاف راتب الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب.
وأمام الأوضاع المتردية التي تعرفها المدينة على جميع الأصعدة سياسيا اقتصاديا واجتماعيا، لم يتبق من سبيل أمام من يسيرون شأن هذه المدينة وعلى رأسهم عمدتها؛ سوى التضييق على الحريات النقابية كحل للمشكلات والمعوقات، التي جعلت من فاس مدينة سوداء قاتمة المخبر والجوهر، بدلا من فرض لغة الحوار للوصول إلى حلول ناجعة.
ولأن الحركة العمالية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع، بل إنها المحرك الأساسي والقلب للقوى السياسية والاجتماعية، فكان طبيعيا أن تكون هي الأخرى هدفا ومرمى سهام لهجمات المجلس الجماعي ورئيسه التي تستهدف النيل من بعض الحقوق الديمقراطية، التي استطاع العمال بالكاد نيلها على الأرض، ولا يسعنا هنا  إلا التنويه بما حققه الكاتب الإقليمي بفاس للاتحاد العام للشغالين بالمغرب "ادريس أبلهاض" من خلال المبادرات والاتفاقيات التي وقعها مع مختلف الفاعلين الإقتصاديين، واستطاع من خلالها تحقيق الكثير من المكتسبات بشهادة الكثيرين وحتى من نقابات أخرى.
هذا، دون أن نغفل عن مسلسل ترهيب وتبخيس منظمات المجتمع المدني ( غير المنتمية لهم ) الذي انتهجه هذا المجلس بغرض إسكاتها، وتحجيمها، من خلال قرارات مجحفة، هدفها أن تقتلع جذور منظمات وجمعيات المجتمع المدني الغير الموالية لهم.
يا عمدة المدينة، نذكركم أن سكان فاس صوتوا عليكم  دفاعا عن حقهم في الحياة التي يستحقونها على أرضهم، حقهم في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، في مدينة تتسع لأفرادها جميعا، وينعم سكانها بديمقراطية حقيقية، فهي ليست مجرد مؤسسات تمثيلية، ليست مجرد انتخابات أو برلمان، بل هي نقابات ومنظمات مجتمع مدني تعمل بحرية.
لكن ورغم الفشل الكبير الذي يلاحق هذا المجلس يأبى إلا أن  يمضي في طريقه في عناد وصلف بلا رؤية، كالقاطرة تجر خلفها القوى السياسية الفاعلة والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وغالبية شرائح المجتمع وتدخل بهم في نفق معتم لا سبيل للخروج منه.