adsense

2019/09/06 - 6:42 م

بقلم ابراهيم فارح
التهديد و الإنتقام ليس وسيلة للتحفيز ولا للإبقاء على روح الحوار والانفتاح، و لا على تقدم المدينة ...،والعبارة واضحة، و مع هذا عندما يعصف ببعض عمداء المدن مشاعر السلبية والإحباط، فإنهم قد يستخدمون التهديد و الإنتقام وسيلة عقيمة، لإحكام سيطرتهم على منابع الجد والاجتهاد.
و بالطبع، " الثأر " أو أي شكل من أشكال الإنتقام هو أمر مرفوض تماما، وغير قانوني، ويؤثر بالسلب على معنويات المجدين المجددين و على الطريقة التي يصاغ بها القرار؛ و بالتالي تتداخل الأهداف العامة مع الأهداف السلبية لصانع القرار ...
هذا بالضبط ما وقع لعمدة مدينة فاس، حينما استبدت به مشاعر اليأس والإحباط، وتقطعت به السبل واستدرجته محطات الفشل.
ولكم أن تتخيلوا العقلية التي تسير مدينة كمدينة فاس، حين يُحوّل مشروع مركز ثقافي، ومكتبة من أكبر مكتبات المغرب إلى سوق لبيع الماشية، أليس أمرا يستدعي اللطم والندب والنواح؟.
في المقابل هناك السيد "ادريس ابلهاض"، الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذي تعددت محطات نجاحه، واستطاع أن يضع تصورا جديدا للعمل النقابي بهذه المدينة، اعتمد فيه مبدأ الحوار والإنفتاح على كل الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين، ونظم الندوات والأيام الثقافية والرياضية، وأبرم الإتفاقيات، وجنب المدينة الإضرابات والإحتجاجات.
وعليه، فإن عمدة المدينة عليه أن يدرك أن تسيير الشأن المحلي ليست تنمّراً واستقواء؛ بل فن وعلم، فن إظهار إبداع كل الفاعلين لصالح المدينة، وفن استخراج الطاقات الكامنة من جميع الناس، لزيادة الإنتاجية بأساليب علمية متطورة، وهي فن إدارة البشر والعقول، ليس بالصراخ واستغلال المنصب، وليس بالتعالي والقوة، إنما بأساليب الإدارة الحديثة القائمة على التحفيز، وتحسين بيئة العمل والانتاج.
وهنا لا يسعنا إلا ان نقدم النصح لعمدتنا، (الدين النصيحة)، عن كيفية تحديد الأولويات في العقل؟، فنحن نعلم علم اليقين، أنك تشعر بانهيار العالم من حولك، وتراكم المشاكل عليك من جميع الجهات المدينة والحزب، وربما حتى العائلة، وعدم توافر الطاقة والوقت والأهلية، فهذا يشعرك حتما بالإحباط، ولكن هل تعلم ما سر هذه المشاكل التي لا تنتهي؟؛ فالسر هنا هو الأولويات، وللأمانة فالحرب ضد رجل ك "ادريس أبلهاض"، هي أشبه بمغامرة دونكيشوت ضد الطواحين، وبعيدة كل البعد عن الأولويات التي يجب أن تنخرط فيها، فأولى الأولويات أن تضع نصب عينيك حاضر مدينة فاس، العاصمة العلمية للمملكة، التي كانت في زمن مضى رمزا للأناقة والنظام والتحضر، قد صارت، اليوم، مدينة غارقة في الأوساخ والفوضى، وفاقدة لمكانتها وهويتها، التي ظلت متميزة بها قرونا من الزمن.