adsense

2017/04/28 - 10:39 م



بقلم الأستاذ حميد طولست

الداعية النجار نموذجا.
من غريب الصدف أني اطلعت من مصر التي أقضي فيها بعض الوقت ، على الضجة التي خلفها بالمغرب وبالضبط في مدينة فاس ، الدكتور النجار أحد الدعاة المصريين المعروف بخوضه المكتف في مسائل "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"  وذلك خلال مشاركته في النشاط الذي نظمه طلبة كلية العلوم والتقنيات بفاس، حول موضوع “الإعجاز العلمي في القرآن” النشاط الذي لم يمر كما ألف الداعية ، على وقع تصفيق العامة والمغيبين في كل مكان، والذي أوقع نفسه خلاله في موقف محرج ، كسر كل ادعاءاته بإمتلاك علم اليقيني المطلق ، وأفقده الرصانة والتحكم في الأعصاب، وضبط النفس المطلوبة في كل عالم وأستاذ يحترم نفسه وضوابط الحوار والنقاش، وفضل اللجوء إلى العنف الرمزي والتقريع والتحريض، ضد كل من امتلك جرأة طرح الأسئلة الحارقة والمستفزة علميا من الطلبة المتشوقين للعلم والمعرفة ،عوض مواجهة أسئلتهم بعصبية الجاهلية ، ونعتهم  بـ"العصابة" وبـ"حفنة الأشرار" وبـ"المنسلخين من عروبتهم ودينهم"، إلى غير ذلك من الكلام الخارج عن طور التعقل والكياسة ، ولا يليق بالدكاترة والعلماء الحقيقيين.
الأمر الذي دفع برواد الصحوة من طلبة المغرب ، حفدة عبد الله كنون ومحمد عابد الجابري، وقبلهما بكثير الفيلسوف ابن رشد ، إلى شن حملة شرسة ، لقنته درسا أثبت له ولغيره ممن يجهلون مغاربة من فرادة وخصوصية المشبعة بالمناعة الفكرية وقواعد العقلانية المحترمة لمبادئ النسبية والاعتدال والموضوعية ، التي استطاع استيعابها من تنوع وغنى الارث الإنساني الذي راكمه من حضارات مختلف الشعوب التي تفاعل معها منذ قرون ، فساهمت في جعله عقلية مخالفة لغيرها ، تَستوعِب ولا تُستوعَب..
أتمنى ألا يفهم عشاق الداعية الدكتور النجار أني أتشفى فيما وقع فيه من محضور السب والشتم والكلام الجارح ، وذلك لأنه ليس من طبعي التشفي في أحد ، وخاصة من كان أمثال الداعية/الدكتور والذين تستعملهم التيارات والمنظمات المتطرفة لممارسة التضليل المتعمد والتحريف المقصود وإحلال الأخطاء والأكاذيب محل الحقائق الثابتة وتتركهم الدول التى تراقب كل شىء بلا مراقبة، يشغلون الناس بما لا يفيد، بعيدا عن السياسة وقضايا الوطن .. وإنما أردت أن أصحح للدكتور زغلول النجار معلوماته الخاطئة بخصوص الطلبة المغاربة ، رواد صحوتنا ، الذين ظن أنهم أكياس بطاطس يمكنه أن يسكب فيها خزعبلاته ، ، لا وألف يادكتور: وكما قال الباحث والفيلسوف المغربي أحمد عصيد : إن طلبتنا ليسوا مغفلين إلى درجة أن يضحك عليهم بعض تجار الدين ومشعوذيه ، الذين تعودوا على تسويق بضاعتهم الكاسدة في بلدان الاستبداد والتخلف الشرقي ، لا يا دكتور أن طلبتنا ليسوا "أشرارا" ولكنهم ذوات مفكرة، بدليل أنهم شكوا في صدقية آرائك ووضعوا أيديهم على مواطن الخلل في مزاعمك، إنهم ليسوا كارهين للإسلام ، كما وصمتهم ظلما بذلك ، وليسوا "عصابة" كما حكمت عليهم بدون تحفظ، بل هم أفراد عاقلون وأحرار، استمعوا إليك قبل أن ينتقدوك، وعبروا من خلال أسئلتهم وتعقيباتهم عن استيائهم من أسلوبكم في تغليط الناس وتضليلهم،
 ورفضوا توظيفك للدين في ترويج الجهل والجهالة، وتضبيع المسلمين وتحويلهم إلى ببغاوات تكرر ببلاهة يقينياتك الكاذبة ، وترهات اوهامك المثيرة للسخرية ، التي لا يسلم بها إلا الأغبياء ، ولا يصدقها غير الجهلة الذين لا يبحثون ولا يسألون ويكرهون الإبداع أو الاكتشاف لأنه كما تروج وأتباعك "بدعة ضلالة" تؤدي إلى النار..