adsense

/www.alqalamlhor.com

2025/07/05 - 12:17 م

الجزائر العسكرية وإيران الملالي، كل بطريقته، يجسدان اليوم نموذجا للدولة البارانويدية، التي تستخدم العدالة كهراوة، وتحول المثقفين إلى مجرمين، وتتستر على الاستبداد والطغيان بالوطنية، لم يعودا حكومات؛ بل سجانين في الهواء الطلق وفي سجون مفتوحة.

إيران: عدالة آية الله أو الموت في نهاية الكذب

سيسيل كولر وجاك باريس، وهما فرنسيان اعتُقلا في طهران في مايو 2022، بتهمة الرغبة في الإطاحة بالجمهورية الإسلامية لصالح الموساد. وقد اتهمتهما السلطات الإيرانية بالتجسس والتآمر ضد النظام والفساد، وهي تهمة مأخوذة مباشرة من أدلة محاكم التفتيش، وتستوجب عقوبة الإعدام.

وتستخدم دولة إيران الأجانب كورقة مساومة وعملة تبادل، وهي دبلوماسية الابتزاز والخوف والأكاذيب، حيث يرى نظام الملالي، الذي يعاني أزمة أيديولوجية الجواسيس في كل مكان، فتحتجز الأجانب وتعذبهم وتعدمهم وتدعي أنها ضحية الدول الغربية.

الجزائر: الطغمة العسكرية التي تسجن الكتاب والصحفيين

وفي الوقت نفسه، يطبق النظام العسكري الجزائري نفس الأساليب. نفس جنون العظمة، ونفس القمع، ونفس الازدراء للحرية.

كريستوف غليز، الصحفي الفرنسي، اعتقل في تيزي وزو لأنه تجرأ على التحقيق في شؤون شبيبة القبائل (JSK)، ثلاثة عشر شهراً من الصمت، والاعتقال السري، وفي الأخير تم الحكم عليه ب 7 سنوات سجنا نافذا بتهمة تمجيد الإرهاب، لأنه التقى بمسؤول في شبيبة القبائل على صلة بحركة "الماك"، الحركة القبائلية التي يصنفها النظام بشكل تعسفي على أنها إرهابية.

لكن قمة العار كانت هي إدانة بوعلام صنصال، الكاتب الجزائري المعروف عالميا، البالغ من العمر 80 عاما والمصاب بالسرطان، بالسجن 5 سنوات، بسبب جملة تاريخية عن حدود المغرب الحقيقية، حيث قرر النظام الجزائري أن قول الحقيقة هو بمثابة "المساس بالوحدة الوطنية".

إيران والجزائر نظامان مختلفان في الظاهر، لكنهما توأمان في الممارسة العملية. أحدهما إسلامي والآخر عسكري. أحدهما ثيوقراطي من القرون الوسطى، والآخر جمهوري تديره طبقة مفسدة بطغمة من الجنرالات؛ ولكن كلاهما قائم على إرهاب الدولة والسيطرة الكاملة وقمع كل فكر مستقل.

هذان النظامان لا يكتفيان بالرقابة فقط؛ بل تلفق التهم، وتحول الصحفيين إلى إرهابيين، والكتاب إلى خونة، والأجانب إلى جواسيس.

فالعدو ليس حقيقيا أبدا؛ إنه مفيد، فهو يبرر القمع، ويغذي النزعة القومية، وويُستخدم للتخويف وصرف الانتباه عن الآفات الحقيقية كالفساد، والبطالة، والديكتاتورية، وهجرة الشباب.

وبالإضافة إلى ذلك، وفي في أخبار أخرى، تم الإعلان عن وفاة طارق بوسلامة، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة إيميتال، في مستشفى مصطفى باشا بالجزائر، بعد أن تم نقله بشكل عاجل من زنزانته من سجن القليعة، حيث كان معتقلا هناك، منذ مارس 2023، دون أن تتم محاكمته، فمن سيكون التالي؟...