متابعة حميد
طولست
في أمسية
رياضية عنوانها العزيمة والإرادة، نجحت سيدات فريق المشور فاس الجديد في كتابة
صفحة مضيئة في سجل الكرة النسوية بالمدينة، عقب تحقيقهن الصعود المستحق إلى قسم
الهواة النسوي، إثر الفوز الثمين على سيدات الأفاق القاسمي بهدفين دون رد، في
اللقاء الذي جرت أطواره على أرضية ملاعب السعديين بفاس (الملعب 3).
انتصار ليس
كباقي الانتصارات، لأنه جاء تتويجًا لموسم شاق عرف الكثير من المعاناة والتقلبات،
في ظل توقف طويل للبطولة النسوية وظروف صعبة ألقت بظلالها على الاستعدادات
والمنافسة. ورغم ذلك، أثبتت لاعبات المشور، بقيادة طاقم إداري وفني مجتهد، أن
الطموح لا يعترف بالعراقيل، وأن الإيمان بالحلم، المقرون بالعمل والتضحية، كفيل
بتحقيق المستحيل.
ففي ظرف وجيز،
تحوّل المشور فاس الجديد من فريق يعاني في صمت إلى نموذج في القتال الرياضي
والانضباط التكتيكي، ليبصمن على موسم متميز أعاد الأمل إلى عشاق الكرة النسوية
داخل الحي والمدينة وخارجهما.
هذا الإنجاز
ليس انتصارا لفريق بعينه فقط، بل هو فرحة مستحقة لكل من يتنفس عشق المستديرة داخل
جهة فاس مكناس، من أقاليمها الحضرية إلى دواويرها النائية. إنه ثمرة لجهود جماعية
امتدت من المدرجات إلى مقاعد البدلاء، ومن مكاتب الإدارة إلى أعين المتابعين
الأوفياء.
إن كرة القدم
النسوية في فاس الجديد، وإن ظلت لسنوات تعاني من التهميش وقلة الإمكانات، فإنها
اليوم تبعث برسالة قوية مفادها أن الموهبة موجودة، والطموح حاضر، وما ينقص هو فقط
قليل من الدعم والكثير من الثقة. وسيدات المشور اليوم مثال حيّ لما يمكن أن تحققه
الرياضة النسوية حين تُعطى لها الفرصة لتُزهر.
كما هو الحال
على الصعيد الوطني، حيث تشهد الكرة النسوية المغربية نقلة نوعية خلال السنوات
الأخيرة، بفضل جهود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبرامج التكوين وتشجيع
الأندية. ومع ذلك، ما زال الواقع الميداني للعديد من الفرق، خاصة في بعض المدن ،
بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات والبنيات التحتية والدعم اللوجستي والإعلامي.
فهنيئًا
للاعبات المشور فاس الجديد، للأطر الإدارية والفنية، ولكل من آمن بهذا المشروع
الرياضي رغم العثرات. لقد لعبتن من أجل الصعود، وانتزعتنه عن جدارة. وهنيئًا لفاس،
المدينة التي عوّدتنا على صنع الفرح من رحم المعاناة، وها هي اليوم تعود لواجهة
الكرة النسوية بفضل بناتها المقاتلات.
فخورون بكن،
وننتظر المزيد في الموسم المقبل، لأن الطموح لا حدود له، والمجد لا يُصنع إلا بعرق
السواعد وصبر العقول.
المشور الفاسي
يستحق الأفضل... والكرة النسوية تستحق أن تُروى حكاياتها بفخر.