adsense

2022/10/12 - 2:14 م

بقلم عبد الحي الرايس

يوْمٌ عربي للبيئة، ويوْمٌ عالمي للتربية عليها

أما اليوم العربي فيذكرنا بما كانت عليه المدينة العربية في بلاد المشرق والمغرب والأندلس من وَلَعٍ بتعميم الحدائق والاحتفاء بها، ومن حرص على نظافة الإنسان والمجال واستدامة العناية بهما، وسهرٍ على ترشيد التعامل مع المياه وحسن تدبيرها، ويسائلنا عما صنعناه بواحاتنا وغاباتنا وحدائقنا في زمن يتواصل فيه ارتفاع الكثافة السكانية بالمدن، وتتعددُ فيه نُذُر التغيرات المناخية، وما تُسفر عنه من تلاحق موجات الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات، وانحسار مَدِّ المساحات الخضراء.

ويستحثنا على أن نؤهل مدينتنا العربية لتنخرط في ركب الاستدامة التي لا تقنع بما دون:

  تحقيق التوازن بين المعمار والمجالات الخضراء كرئة سليمة للمدن والأحياء

  حسن التعامل مع الماء كثروة لا تقدر قيمتها بثمن وقاية من التلوث، وترشيداً في الاستعمال، ومعالجة للمياه العادمة، وإعادة استعمالها فيما فيه نفع للمجال والإنسان

  تدبير النفايات، وتوفير المعالجة الكاملة لها حتى تصير مصدر ثروة بما تولده من طاقة كهربائية وحرارية وتُخلِّفه من أسمدة عضوية.

  توفير النقل الحضري الأخضر مُعزَّزاً بمسالك الدراجات والفضاءات المغرية بالتنقل عبرها للمشاة.

  التشجيع على تشييد الإقامة الخضراء الموظفة لتقنيات الوقاية من الزلازل، والعزل الحراري والصوتي تأميناً لسلامة وراحة الإنسان.

  إنجاز الجامعة الخضراء والمدرسة الخضراء مَشتل البحث والتنشئة حتى تكونا نموذجاً ومرجعية

  تعميم الولوجيات والمرافق الصحية في كل المجالات

  تَعداد الفضاءات البيئية، والمراكز والمنشآت الثقافية والفنية والرياضية

واستلهام كل التجارب الرائدة التي تُضفي البهاء على المجال، وتسمو بقدر وممارسات الإنسان

وأما اليوم العالمي للتربية البيئية فمحطة سنوية تسائلنا هي الأخرى عما نحن فاعلوه لتنشئة الصغار وتأهيل الكبار للوعي بدور البيئة في حياة الإنسان، وجدوى الولع بها والتفاني في الحفاظ عليها وحمايتها من كل ما يَحيق بها من كوارث وآفات تهدد الكوكب الأزرق بالدمار، والكائنات الحية عليه بالأذى والانقراض.

وهذا يبعث على تحسيسٍ وتعاقدٍ من أجل تحسين شروط التعامل مع البيئة، والالتزام بكل ما يَخدُمها ويُبعد الأذى عنها، مع مَهْرِ العهد البيئي بشعار: «أبدأ بنفسي ولا أنتظر".

ويظل رابع عشر أكتوبر مناسبة ثمينة للتذكير بما ينبغي أن تُحققه المدينة العربية من تقدم واستدامة، وما يجب أن يستشعره الساهرون على التربية البيئية من مسؤولية وسمو رسالة.