adsense

2022/10/20 - 11:34 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

صحيح أن النصر يجلب مشاعر البهجة والفرحة للنفوس، ويخفف عليها وطأة الإخفاق والفشل والغياب عن منصات التتويج والإبتعاد عن الألقاب ، ومن الطبيعي أن يخفق فريق كروي في أي مباراة خطط للفوز فيها ، ومن العادي جداً أن يتكرر اخفاقه في مباراة ثانية ، أو حتى في ثالثة ، لكن اذي  ليس طبيعي ولا عادي ، وليس كذلك من المعقول ، ولا من المقبول ، أن يستمر إخفاقه في كل المباريات التي يذخلها ، ويواصل السير على دروب الفشل وعوالم الخيبات ، دون أن تسجيله لأي إنجاز يساعد على تخفيف إحباطاته المفتعلة التي تتلبس أحواله المزرية التي تذهب به إلى المجهول ، وتحول دون تحقيقه لما تصبو إليه جماهيره من البطولات والألقاب الكفيلة باستعادة أمجاده وبريق تاريخه المبهج، التي يباعد بينه وبينها ما يعيشه تسير أموره المادية والفنية من الضبابية والغموض،اللذان يدفعان بكل محبيه ومشجعيه والمهتمين بأمر الإرتقاء بشأنه ، والمحافظة على تماسكه وعطاء لاعبيه ، إلى المطالبة بالوقوف وقفات تصحيحية لمواجهة الأخطاء والخروقات ، بالخطط والأهداف والتنفيذ ، التي ليست مجرد رغبة وتصريحات انتخابوية، بقدر ما هي شجاعة إرادة وقرار قادر على اقتراف التغيير والتطوير الذي لم يعد معضلة في المجال الرياضي ، وأصبحت أدواته وطرقه ووسائله في متناول من يهمهم أمر ومستقبل أي فريق كروي ، إذا سلمت نيات مسيريه ، وتغلبت لديهم مصلحة الإرتقاء بمستواه وتفوقه وتميزه ، على مصلحتهم الشخصية،  والذي لن يتحقيق ، مع وجود العديد من العقليات التي لا تراعي غير مصلحتها الخاصة المختزلة في البقاء في مراكز السيطرة والاستمرار فيها لعشرات السنين، دون تسجيل أي إنجاز يخدم مساعي تطوير النادي والارتقاء به ، يشفع لهم بالاستمرارية في تسيير النادي وفريقه بلا خبرة ولا علم ولا تخطيط ولا أهداف ، مع الإصرار على رفض حتى مجرد التفكير في تحديد مكامن الخلل وإعادة النظر في كيفية معالجتها بما تتطلبه من تجديد الدماء بالجديرين بالتسيير من الشباب المثقف والمحنك، النهج الصحيحين المتبعين في إنجاح كافة مجالات المشاريع والأعمال وتمكينها من تحقيق الربح والنجاح ، الخطة التي يرفضها رفضا قاطعا ،أولئك الذين لا يريدون التزحزح عن مقاعدهم ، رغم النتائج التي شهدتها الفترة الماضية ، والتي لم تكن في مستوى آمال الشارع الرياضي الفاسي عامة والفاس الجديدي على وجه الخصوص ، والتي دفعت بجماهيره للتساؤل عن سر تخلف فريقهم عن تحقيق النتائج المسايرة لطموحاتهم ورؤاهم المشروعة والعريض ؟ ومع كل ما تقدم وغيره كثير، يبقى الشارع الرياضي الفاس الجديدي كله أمل في أن تكون الفترة المقبلة أكثر نجاحاً من سابقاتها ، لإيمانه القاطع بقدرات فريقه ، الذي مهما ابتعد عن الألقاب وتخلف عن منصات التتويج ، فإنه يبقى ذلك الإرث العظيم الذي توارثته الأجيال الرياضية ، والذي يحبوه المخلصون صغارا وكبارا ، وينتظرون لحظات إنتباهه ، ليملأوا الدنيا صخبا جميلا يزينون بلونيه الأسود والأبيض الأنيق جدارات الحي ومدرجات الملاعب.

ربما يقول قائل أنني تحلم ، وقول بأنني أؤمن بأن الأحلام تساعد على تخفيف ضغوط الحياة، وتمكن من التحرر من الفشل والإحباطات التي قد تحيط بنا ، وأن الجميع يستطيع تحقيق أحلامه وأهدافه ، لكن بقوة الإصرار والصبر ، العمل الكثير المخلص والجاد؛

أتذكر في هذا السياق كلمة للمنتج السينمائي الشهير "والت ديزني" مؤسس مدينة اللعاب الفرعونية "ديزني لاند "، قال فيها: "يمكننا تحقيق كل أحلامنا إذا كان لدينا القناعة الكاملة أننا نستطيع ذلك".اللهم حقق طموحات جماهير الوداد الرياضي الفاسي ، وأذقهم ما للانتصار من صدا طيب وجميل على النفس ، لاسيما حينما يأتي بعد التعرض لكم مهول من الهزائم القاسية المتكررة،

ملاحظة : إني عنا لا أعمم في تناولي لمسألة القيادات، فهناك من بينها الذي يعمل لصالح "الواف" فقط .