adsense

2018/06/30 - 12:44 ص

بقلم الأستاذ علي أبو رابعة
رغم أننا نشهد تقدماً وتطوراً كبيراً فى العلوم ،ونشهد سباقاً تكنولوجيّاً عظيماً إلا أنّه مازال هناك من يدير الحروب من وراء حجاب سواء بالوكالة و الإرهاب أو بالتصريحات بالمقاطعة والحصار أو حروباً باردة غير صريحة لأجل تعطيل التقدم المنافس ،برغم أننا فى زمن فُسرت فيه آيات القرآن بصورة أوضح وأفصح إلا أنّه مازال هناك فاسقين وضالين من المسلمين ..برغم أنّ الكتابة للأدباء والمفكرين والباحثين المثقفين والعلماء النابغين إلا أنّ أسواق الكتب التاريخية قد شهدت مجموعات أدبية لفئة تاريخها أسود ..ولا تحمل أيّة أفكار بل تحمل فلسفة واحدة هى التزييف والتلفيق ..حتى تلبّك وتلبّط الأمر على الجميع ..!
وليكنْ إذنْ بعض النماذج ..!
منذُ تجارة الرقيق وترحيلهم من أفريقيا السوداء الى أروبا ومن ثَمّت إلى الولايات المتحدة حيثُ أنها حديثة الاكتشاف وتحتاج لعمالة وسيان سلب خيرات أفريقيا عن طريق البرتغاليين بقيادة الأمير هنرى الملاح عام 1442م ..إلى الزعم بمحاربة الارهاب فى سوريا مروراً بالتربص لتونس ذات الاقتصاد الآخذ فى النمو انتهى بالفتنة بين أفراد الشعب لتدشين ثورة ،وكان بموجبها حدوث ثورات الربيع العربى ..مروراً بشن أول حرب فى القرن العشرين على الأفغان بزعم أن الحكم فى أفغانستان رجعي ويؤدى إلى صناعة الارهاب ،فكان إسقاط حكم طالبان بمساعدة الإيرانيين الذين يرفعون لواء الموت لأمريكا وإحلال حكماً تابعاً للولايات المتحدة ..هناك حلقة تاريخية كبيرة لجرائم الأمريكيين فى حق العرب ودول آسيا النامية ..ولا عجب فى إنتقال الرعاية الصهيونية من لندن الى واشنطن .
أمريكا لا هى بدولة القانون ولا هى بدولة الحريات كلّ ذلك مزعام والدليل منذ أن شرعت بتجريم تجارة الرقيق إلا أنّه كان قانوناً نظرياً فقط ..ومنذ أن اتجهت لمحاربة محور الشر فى العراق بزعم وجود أسحلة دمار شامل الأمر الذى لم تُثبته السلطة الامريكية إلى الآن حينئذٍ قد عارضت معظم دول الأعضاء بالأمم المتحدة إتجاه أمريكا لإسقاط الحكم فى العراق، إلا أنها كالعادة همّشت المنظمة الدولية .
فالأمر أمر عدم الاكتفاء الذاتى وإتساع فجوة الفقر الذاتى برغم التقدم الهائل تكنولوجياً وصناعياً لدى الولايات المتحدة برغم الزعامة الدولية والرعاية الثقافية إلا أنها تُصر على أن تُصبح نموذجاً واضحاً للمقولة الإقتصادية "الإنسان بطبعه لا يشبع ". .فالفوضى الناشئة فى أرجاء العالم لو بحثنا وتفحصّنا وراءها سنجد الأمريكان يقفون وراءها من أجل نفط خام أو مبلغ كبير من المال ،أو هيمنة ثقافية وسياسية ما !
وليكنْ إذنْ ..!
الليبراليون والعلمانيون والملحدون ،يُعانون من أمراض نفسية كثيرة لا تجد عاقلاً متأملاً متدبراً حق التأمل والتدبر إلا رأى فى الدين ما يحقق كل ما يُفكر فيه ومن أجله من تمرد وتضجّر وتكرّه .
لن أسرد كلاماً كثيراً سأكتفى بعبارة واحدة :
أولاً العقل أو القلب البشريّ السليم يتقبّل وجود إله وقد سرت الأعراف على ذلك .
ثانياً العقل أو القلب البشريّ السليم يتقبّل فكرة الحرية ويضع لها حدود وضوابط ،فالضوابط تضمن الحرية لكل فرد .
ثالثاً العقل أو القلب البشريّ السليم لا يتمّرد على كل الضوابط التى تحقق الحرية بزعم توسيع فجوة الحرية ..فلا يجوز مثلاً أن يتمرد الأسد على أكله للحوم وأن يصبح نباتيّ ..فمن كثرة ممارسته للحرية وأصبحت تسرى مجرى دمه أصبح لا يشعر بالحرية فهذا تمرد والتمرد يقود إلى مَفْسَدَة عظيمة .
وهذا ما أدى لتشتت الأمور إستقطاب سياسات لا تتواءم مع ثقافة الشعوب وجغرافيا الأوطان وتتنافى مع التراث وأصول وممتلكات الأوطان كذلك ..بل واستقطاب فلسفات اجتماعية تتنافى مع القيم والأعراف التى تئتسي بها المجتمعات منذ زمن ..بغض النظر الى اختلاف القيم التى بامريكا عن تلك التى بأوروبا !
تزايد الاطماع الدولية والتنافس من اجل السيادة وتأمين سبيل الارتقاء والتميز لها والسيطرة على دول التخلف والتى تجهل كيفية استغلال وتوظيف مواردها بسبب عدم توجيه ولو لمحة بطرفة العين للتراث والاعراف السياسية لها فى السابق وتوجيه كل النظر والرؤيا الى الدول التى نهبتها فى الماضى وبنت على ذلك حضارتها ..!
إنّه الطمع والرغبة فى التميز هو ما جعل هناك سياسات الهيمنة السياسية ثقافياً وسياسياً وسياسات السلب وادارة الحروب من وراء ستار وجعل هناك الكثير من المتمردين على القيم والدين بسبب الخضوع لتلك الهيمنة ووجود فراغ ثقافى لديهم واول ما قرأوا ،قرأوا كتب الحداثة لا تراثهم ودينهم بحجة التميز ولنظرة الازدراء الى تراثهم ..ناهيك عن الرغبة العارمة فى توسيع حلقة الحرية ..بلا ضوابط !