adsense

2023/04/15 - 12:26 ص

بقلم: عبدالإله الوزاني التهامي

ازداد سيدي عبد اللطيف الوزاني التهامي يوم الخامس عشر من دجنبر 1937 بزاوية أجداده (دار الضمانة) بوادراس الواقعة بأحواز تطوان، و ينحدر نسبه الشريف من عائلة معروفة بالعلم والجهاد من سلالة مولاي إدريس الأول و مولاي عبد الله الشريف.

وهو سيدي عبد اللطيف بن سيدي أحمد بن سيدي محمد بن سيدي التهامي (المجاهد) بن سيدي محمد بن سيدي عبد الله العارف بالله (المرابط) سيدي محمد بن مولاي العربي بن الشيخ السامي القطب مولاي التهامي بن القطب مولاي محمد بن القطب الأكبر والغوث الأشهر مولاي عبد الله الشريف الوزاني.

حفظ رحمه الله القرآن الكريم في سن مبكرة برواية ورش (عن نافع عن طريق الأزرق) ثم بعد ذلك قرأ قراءة (الإمام نافع) بروايتي (ورش) و(قالون) بمقتضى نظم (ابن بري) رحمه الله (الدرر اللوامع في مقر الامام نافع). ثم قرأ الأصول السبعة من طريق الشاطبية.

والكل على يد الفقيه المجاهد المرحوم السيد محمد الدحروش المنحدر من ودراس المذكورة وكذلك على يد والده السيد أحمد رحمه الله.

ثم قرأ النحو (بالأجرومية) شرح الأزهري، وابن النجا، ومن بعدهما (متممات الحطاب) ثم ألفية ابن مالك بشرح المكودي والتعليقات عليه، ختمها رحمه الله ختمات.

ثم قرأ أوضح المسالك لابن هشام بشرح الأزهري وحاشية يس، وقرأ الفقه بنظم ابن عاشر بشرح ميارة الصغير، والكبير. ثم تعاليق وحواشي الطالب ابن الحاج، والمهدي الوزاني.

كما قرأ مع نفس الفقيه السيد (محمد الدحروش)، التوحيد بنظمه، وكذلك بالسنوسية، شرح أم البراهين، ومطالعة المقدمات، ثم الفرائض بشرح الخرشي وحاشية السيد أحمد بن الخياط.

وحفظ مختصر خليل (الذي كان يقرأه في مجالس منتظمة مثل حزب القرآن)، وتحفة ابن عاصم و اللآمية للزقاق، وغيرها من متون النحو، والفقه والبلاغة والعروض.

التحق عبداللطيف الوزاني رحمه الله بالمعهد الديني بتطوان بالسنة الثالثة (وما أدراك ما هي يومئذ)، درس فيها (نصف) رسالة أبي زيد بشرح أبي الحسن الصغير، وما عليه من حاشية، ونصف ألفية ابن مالك ومنظومة البيان للشيخ ابن الطيب بن كيران، مع مواد أخرى، حسابا، و جغرافية، وتاريخا.

في السنة الرابعة ختم ألفية ابن مالك، ورسالة ابن أبي زيد، ولامية الأفعال، والتوحيد بمختلف المؤلفات مع مواد عصرية، فنال شهادة ابتدائية.

في السنة الرابعة ختم ألفية ابن مالك، ورسالة ابن أبي زيد، ولامية الأفعال، والتوحيد، بمختلف المؤلفات مع مواد عصرية، فنال شهادة ابتدائية.

في السنة الأولى ثانوي، درس النصف الأول من تحفة ابن عاصم بشرحي التاودي والتسولي مع ربع مختصر الشيخ خليل في العبادات بشرح الدردير، وكتاب الإيمان والعلم من صحيح البخاري بشرح القصطلاني.

و نظم السلم للاخضري. والنصف الأول من أوضح المسالك ابن هشام، من الأول إلى أفعال التفضيل، إلى جانب مواد أخرى علمية، وهكذا حتى متم شهادة الباكالوريا.

بعد الحصول على الباكالوريا، نال شهادة (التوجيهية) من جامعة ابن يوسف بمراكش، ثم تحول الى العلوم العصرية، فدخل كلية الحقوق (قسم القانون العام و العلوم السياسية) فتخرج بالإجازة سنة 1964، ودرس لغات أجنبية منها، الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، وغيرها من اللغات.

في هذه الأثناء -وطيلة الدراسة بالنظام الرسمي-  تلقن دروسا أخرى في الأدب (دواوين الشعراء)، (الأمالي لابن علي القالي)، (البيان و التبيين- للجاحظ و تحقيق السندبي)، (الحماسة و المعلقات) وغيرها من كتب الأدب العربي.

كما تلقن دروس البلاغة (مختصر السكاكي) بشروحه الأربعة المعلومة، ومن قبل الأخضري، الجوهر المكنون والحديث، والتفسير، والفقه عبادات، ومعاملات.

التحق بدبلوم الدراسات العليا (شعبة القانون الخاص)، وكان آنئذ يزاول مهنة المحاماة، ثم التحق بدبلوم الدراسات العليا (القانون العام).

التحق رحمه الله بمهنة المحاماة منذ سنة 1966، و عرف في هذا المجال بنصاعة بياض يديه وباستقامته و نزاهته ومصداقيته، مدافعا عن المظلومين و ناصحا للظالمين، وكان يقف في المجال الحقوقي محليا ووطنيا إلى جانب الطبقة المقهورة و المهمشة. وحظي في مجال المحاماة بالقبول لدى المجلس الأعلى للقضاء.

كان رحمه الله عضوا في رابطة علماء المغرب منذ السبعينات (أيام المرحوم سيدي عبد الله كنون)، وبقي فيها إلى غاية انتهائها، وإبدالها بالرابطة المحمدية.

مارس الخطابة والإمامة بأمانة وعلم بمسجد محمد الخامس بتطوان طيلة 14 سنة منذ نشأته و قد ساهم رحمه الله شخصيا في بنائه ضمن أنشطة جمعية الثقافة الإسلامية، وعرف ضمن الجمعية بسلوكه النير وباقتراحاته النافذة وببصيرته الثاقبة،  وتوقف عن الخطابة فيه بعد تقلده مهمة رئاسة المجلس العلمي بطنجة.

كان عضوا في المجلس العلمي بتطوان ومنه بطنجة، ثم عضوا بالمجلس العلمي الأعلى.

اشتهر رحمه الله بعلمه الغزير وتبحره في شتى ضروبه وأصوله و تفرعاته، وساعدته في الإنفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى اللغات الأجنبية التي كان يجيدها ويحاضر بها في محافل رسمية وغير رسمية في الداخل والخارج.

عمل أستاذا محاضرا في كلية أصول الدين بتطوان، وشارك رحمه الله في أنشطة جمعوية، وعلمية، وثقافية، وكان له حضور فعال في مؤتمرات دوية ووطنية حيث حاضر وناظر فيها جنبا لجنب ووجها لوجه مشاهير الساسة والعلماء الأوروبيين والعرب، في مجالات فكرية، وعلمية، ودينية، مدافعا عن قضايا الأمة والوطن، وعن وجهة نظره بالدليل والبرهان العلميين والمنطقيين.

ومارس السياسة (في عز أيامها) بحكمة وحنكة، وكانت تربطه بصناع القرار بداية الاستقلال من أهل السياسة والفكر سواء في الرباط أو الشمال علاقة خاصة، منهم كبار الزعماء وعلى رأسهم الزعيم محمد بن الحسن صاحب نظرية الشورى في الحكم.

و كان ملما إلماما عميقا بالقضايا و الإشكالات الوطنية و الدولية وكان له فيها رأي ثاقب وقراءات سديدة.

يتبع..