adsense

2023/04/19 - 1:08 ص

بقلم عبد الحي الرايس

وهي عُملة تزكو بالإنفاق

ولو صدق المنتخبون فيما عاهدوا الله والناخبين عليه لرأيت أهل المدينة والقرية في كل أرجاء البلاد ينخرطون بكل حماس وتلقائية في بناء الوطن وإنجاح نموذج التنمية.

فالصدق يَدْعَمُ الثقة، ويبعث على التعبئة، ويُلهم خير المبادرة، مِثْلَما أن المَكْرَ وإخلافَ الوُعُود يُكَرِّسُ اليأس ويُشيعُ الإحباط، ويُدْخِلُ البلاد في مهاوي العنف ودَرَكِ الأنانية.

والمنتخب أيّاً كانت المسؤولية التي يتحملها أو الموقع الذي يؤول إليه هو مَحَط ثقة الناخب ومَعْقِدُ أمله،

وحين يلتحم بالتجربة في صدق وعزم على الوفاء تصير له الممارسة مدرسةً ومَصْدرَ إلهام ومجالا للتنافس في إحداث التحولات بعزم وحماس ونُكْرانِ ذات.

وأذكر ولا أنسى كيف أن تجربة جماعية أفرزت أمْشاجاً مُختلفة من المنتخبين فيها الطبيب والمحامي والصيدلي والإعلامي والمراقب التربوي والمعلم والأستاذ الباحث، وفيها أيضا الصانع والميكانيكي والعامل والتاجر والعاطل، وكلهم انخرطوا بِنِدِّيَّةٍ في معركة البناء، وخدمة المدينة وتأهيل المجال، وصارت التجربة لديهم مجالا للتآخُذ والتثاقف، وتنازُع السبق في إحداث الحدائق، وتعبيد الطرق، وإنصاف السكان، وتشجيع الاستثمار، وإعادة تهيئة الأحياء، ومعالجة النقط السوداء.

زهدوا في الكراسي والمكاتب، ونزلوا إلى الميدان فلازموا الإداريين والتقنيين والعمال، ووقفوا على الصعوبات والمشاكل، وأسهموا في تلمُّس الحلول وإيجاد البدائل، ومن واقع الممارسة راكموا الخبرات، وأضافوا اختصاصات إلى ما لدى كل من اهتمام واختصاص، وأكدوا بالملموس أن عملة الثقة بالمنتخب تزكو وتغلو بصدق الممارسة، وأنها إذا جانبت ذلك ونَحَتْ نحو التهافت على الريع وجني المكاسب، وآثرت التعالي والانفراد بالقرار في انغلاق وعزوف عن الإشراك والإصغاء، تتبدَّدُ ولا تُخَلِّفُ غير الشعور باليأس والإحباط والخذلان.

فهل من أمل في أن تصحو الضمائر، فيحرص الناخب على حسن الاختيار، ويَصْدُرَ المنتخب عن كل ما يُعزز الثقة، ويرفع قدر الممارسة؟.