adsense

2023/04/09 - 5:33 ص

نعى محمد الصقلي الحسيني، عبر حسابه بصفحته بالفيسبوك، عمه الفنان عبد الحي الصقلي الحسيني الذي وافته المنية فجر اليوم الأحد 09 أبريل بمدينة فاس بعد مرض عضال. 

ويعتبر الفقيد المزداد بمدينة صفرو سنة 1940، رائدا من رواد الأغنية المغربية في فترة الستينيات، وقامة فنية كبيرة، وذا صوت رخيم، كما يعتبر من الأسماء الأولى في لائحة مؤسسي الموسيقى المغربية العصرية، حيث تعامل مع كبار الملحنين من أمثال عبد السلام عامر، والعابد الزويتن الذي قلده بمجموعة من الأغاني تعتبر دررا ولاتزال راسخة في أذهان جيل الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لحد الآن، لكن مع الأسف كثير من المغاربة لا يعرفونه خاصة الشباب، وكذلك لأنه انسحب من الساحة الفنية مبكرا.

كانت بدايته الفنية مع جوق أنيس الشباب برئاسة إدريس السغروشني، أول عازف على الكمان، وحين حصل المغرب على استقلاله انضم إلى جوق فاس برئاسة المبدع المرحوم أحد الشجعي.

المطرب و الملحن الرقيق عبد الحي الصقلي يعد أحد أعلام الموسيقى المغربية. وتشكل أغنية "يا نجمة سطعت في الظلام"، التي كتبها الشاعر اللبناني نسيب عريضة البوابة الحقيقية التي ولج منها الصقلي إلى عالم التألق والشهرة.

عن هذه الأغنية، يقول الفنان عبد الحي الصقلي : ( في الزمن القديم كانت تتردد أسطوة جميلة تقول إن لكل إنسان نجمة في السماء وبمجرد موته تسقط تلك النجمة وقد وجدت أن شعراء المهجر أولوا قضايا التأمل أهمية بالغة فاخترت هذه الأغنية وحملتها إلى الملحن وراد بومدين الذي أبدع في تلحينها و ذلك سنة 1961 وقدمتها إلى الإذاعة فأعجب بها المسؤولين.

إضافة إلى أغانيه الأخرى (قلبي الجريح)، التي تنطوي على قيمة ثمينة، والتي قدمها لحنا وطربا على امتداد خمسة عقود من الزمن.

تعتبر زيارته للقاهرة محطة أساسية و ضرورية بحثا عن الشهرة بعدما اشتهر بأغنية (الكمرة) التي كتب كلماتها فتح الله المغاري و لحنها وراد بومدين سنة 1963 و سجلها بإذاعة فاس، كما غنى قطعة (نامت عيون الناس وأنا سهران بعودي) التي كتبها مولاي العربي و لحنها العبد زويتن هذا بالإضافة إلى أدائه لأغنية "خطاطين الرمال" التي كتبها فتح الله المغاري و لحنها عبد الرحيم السقاط...

وفي سنة 1965 قرر رفقة عبد الهادي بلخياط وعبد الرحيم أمين وعبد السلام عامر أن يسافروا إلى القاهرة للتعرف على واقع الأغنية العربية والاحتكاك بالمطربين المصريين.

وكانت هذه الزيارة مناسبة لتسجيل بعض الأغاني منها: (أنا محتاج ليك) ـ (نداء) ـ (دعوة للحياة) وأغاني أخرى باللهجة المصرية، هذا فضلا عن كون زيارته للقاهرة مكنته من التعرف عن قرب على الفنانين الكبار أمثال: محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش؛ ولكن مع اندلاع حرب سنة 1967 جاءت دعوة من الملك الراحل الحسن إلى العودة إلى المغرب وهذا ما جعل كل من عبد الهادي بلخياط ـ عبد الوهاب الدكالي ـ عبد الحي الصقلي و غيرهم يتخلوا عن العديد من المشاريع الفنية، إذ كانت أغان من توقيع ملحنين مصريين سترى النور غير أن هذه الحرب حالت للأسف دون ذلك إلى جانب تخليهم عن تصوير أفلام وأعمال فنية أخرى، وقدأحيل على التقاعد سنة 2000.

وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم جريد "القلم الحر" بأحر التعازي القلبية والمواساة إلى ابن شقيقه الشريف سيدي محمد الصقلي بفاس، ومن خلاله إلى باقي أفراد العائلة الكريمة، راجين من الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهمهم جميل الصبر والسلوان.