adsense

2022/10/03 - 10:36 ص


 انبطح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظام العسكر بالجزائر، وتدخل شخصيا لإلغاء حوارا كان مقررا أن تجريه قناة "سي نيوز" "CNEWS" الإخبارية الفرنسية، الذائعة الصيت، والتابعة لمجموعة "Bolloré"، أمس الأحد، مع فرحات مهني رئيس حركة "الماك" (حركة استقلال منطقة القبائل).

وحسب مصادر إعلامية، فإن هذه الفضيحة تكشف محنة الصحافة والاعلامي في بلاد تتشدق بالحرية والديمقراطية، وأرجحت ذات المصادر، أن سبب هذا الإلغاء كون ماكرون لم يستطع مقاومة كرم الغاز الجزائري لفرنسا.

مصادر مقربة من الحركة أكدت أن القناة أقدمت على هذه الخطوة غير المسبوقة بإيعاز من الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي سبق له أن دعا إلى توظيف شبكة القنوات التلفزية والإذاعية التابعة للدولة، وكذا وسائل الإعلام الورقية والالكترونية، من أجل دعم السياسة الفرنسية بالخارج، أي التوسعية والاستعمارية بكل بساطة.

وحسب ذات المصادر، فقد حل فرحات مهني باستوديو القناة الإخبارية، حيث استقبل من طرف الصحافيين الذين أعلنوا مروره على المباشر ابتداء من الساعة الثامنة و25 دقيقة، قبل أن يقتحم مسؤول من القناة غرفة الانتظار معلنا إلغاء المقابلة، معلنا للصحافي "إيفان ريو فول" المكلف بإجراء المقابلة عن هذا الإلغاء.

ويأتي تدخل إيمانويل ماكرون، تضيف المصادر ذاتها، حرصا على الحفاظ على علاقات جيدة مع الجزائر، وبعد اتصال هاتفي من الرئيس الجزائري المعين تبون العسكر، الذي هدد بإلغاء زيارة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن إلى الجزائر، المقررة يوميْ 9 و 10 اكتوبر الجاري، والتي سيتم خلالها إتمام الاتفاقيات التي ابرمها إيمانويل ماكرون مع نظام العسكر خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، وخاصة تلك المتعلقة بالغاز الذي يسيل عليه  لعاب إيمانيول ماكرون في خضم الأزمة الروسية الأوكرانية.

وحسب تليكسبريس فإن  "فرنسا الحقوق والحريات"، التي لا تتوانى في إعطاء الدروس للدول الأخرى في مجال احترام حرية الصحافة، على ما يبدو ماضية في إعدام هذه الحريات والمس بقدسيتها، حيث أضحت تستعمل كل وسائل الإعلام لخدمة أجنداتها الاستعمارية الجديدة، خاصة بعد سلسلة الإهانات التي تعرضت لها بافريقيا، وهي اليوم مستعدة للتحالف مع جنرالات الجزائر المجرمين في سبيل ضمان إمدادات الغاز الذي تحول في يد الطغمة العسكرية الجزائرية إلى ورقة ضغط تستعملها لشراء الذمم ليس فقط في الدول الفقيرة وغير الديمقراطية، بل كذلك في دول تتشدق يوميا باحترام الحريات والحقوق وعلى رأسها فرنسا التي تحولت في عهد ماكرون إلى بلد لا يختلف في شيء عن الدول الانقلابية، سواء في افريقيا او في باقي أرجاء العالم.