adsense

2020/04/03 - 8:35 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
الحجر الصحي الذي فرضه انتشار وباء كورونا ضيفاً ثقيلاً على أغلب البشر في محتلف دولة العالم ، بكل ما صحبه من خوف وذعر الإصابة بجرثومته اللعينة ، وهلع تعليمات وعدم مغادرت البيوت ، تجنبا لتفشي الوباء في كل الأرجاء ، وما يترتب عنها من ملل انتظار لحظة إعلان الجهات المسؤولة على احتواء الفيروس ونهاية الأزمة ، الخبر الذي تأخر كثيرا ، فسرب القنوط إلى نفوس الملتزمين بالحجر الصحي ، وجعلهم يقضون فتراته بمزاج سيئ ، بعد أن طال امدها ، وأتت على مخزون احتياجاتهم الأساسية من المواد الغذائية ، وفرض على الكثيرين مثلي الخروج من المنزل لتعويض ما نقص منها ، الذي تعذر توفيرها عبر "خدمة التوصيل" التي لم تتطور في بلادنا بالكيفية التي لا يضطر معها الناس للمغامرة بترك منازلهم المحفوفة بالمخاطر خلال الحجر الصحي ، الذي لم أكسره استهتارا بتعليمات البقاء في المنزل ، الذي إلتزمت وزوجتي بتطبيقه منذ بداية انتشار الفيروس ، وكان خروجي، كما غيري من الخارجين ، لضرورة تعويض ما نفد أو كاد من احتياطي حاجياتنا اليومية من المواد الغذائية الذي هبط مخزونها إلى درجة مهولة ، وخاصة منها الخبز الذي بلغت درجة النقص منه إلى مستوى لا يكفي لمواجهة فترة الحجر ، السلوك الإنساني الطبيعي الناتج عن عجز التعامل مع الظواهر الوبائية بالحكمة التي تقلل من تأثيراتها البالغة على حياة الناس المشحونة بالخوف والذعر والقلق ، الذي جعلني لم  استطع خلال تجربة خروجي من البيت بعد اسبوعين كاملين من مكوتي به، التأقلم مع كل ما في خارجه ، ليس بسبب الخوف من الوباء في حد ذاته ، لكن بتحوله إلى خوف معمّم من كل الكائنات والأجسام والمسطحات الموجودة خارج البيت ، ويبقى المثير للسخرية ، في تجربة خروجي من المنزل ، رغم أن المزاج العام لا يسمح بأي مساحة للسخرية ، هو تأكُدي من أن الأمر لا يحتاج كل ذاك الذعر، الذي أثارته نصائح زوجتي -النابعة من خوفها على سلامتي- كنصح لي بالحرص على الالتزام بمسافة مترين بيني وبين أي شخص وآخر ، وعدم دخولي أي متجر أو الصيدلية يوجود بها أكثر من شخصين، والالتزام فيالطوابير بمسافة مترين على الأقل بيني وبين الواقفين أمامي وخلفي، وعدم تقبيل أو مصافح أي أحدا ، تم الحذر من ملامسة أسطح الأشياء ، والحاحها على ارتدائي القناع "الكمامة" التي أصبحت جزء أساسيا من الحياة اليومية ، وغير ذالك من نصائحها الكثيرة التي لا تقل صرامة وتشددا عن تعليمات الجهات الرسمية ، والتي حولت خوفي إلى رهاب من كل الخارجين من منازلهم مثلي برخص تسمح لهم بالخروج ، الذي يتحول هوسه لدى من لا يتوفرون على رخص تبرر مغادرهم مقرات سكناهم، والذي يعرضهم للعقاب بالحبس أو بدفع الغرامة المالية  لمخالفتهم تعليمات السلطات الصارمة، الوضع الذي دفع أحد الأشخاص للتنكر بهيأة كلب للتسكع في شوارع "توليدو بإسبانيا" دون معقابة الشرطة والجيش اللذان يسهران على الحجر الصحي ويفرضانه بالقوة..