adsense

2020/04/14 - 3:34 م

بقلم عبدالحي الرايس
بأي ذنْبٍ عُنِّفَتْ، يأتي الحديثُ عن فوْرة انفعال، وصوْلةِ استبداد، فإذا بالمرأة لم تَعُدْ ـ  في لحظة مزاج ـ ربة البيت وسيدته، وإنما صارت لكل عنف مُستهدفة، ولكل إساءة مُعرَّضة، كلُّ هذا يأتيه بعضُ الرجال دون اعتبار للوصايا والعهود، والمشاعر والحقوق،  ثم تهدأ العاصفة ليتلوها ندم واعتذار، أو إمعان في  الإذاية والعدوان.
ولو تقصيت أسبابَ ذلك لطالعتك حكايا وعواملُ شتى، فالظاهرة لم تعد استثناء، وإنما صار الحديث عنها في عدة مناسبات ومحافل
ترى ! من أين يأتي الخلل؟
لن نقف طويلا عند أصول المعاشرة وقدسية العلاقة الزوجية، فالأمر محسوم بأمر من الخالق الرحمن:"فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، وبِهَدْيٍ من النبي الأكرم " لا يغلبهن إلا لئيم أو كريم، وأحب أن أكون مغلوبا كريما".
ولن نتوه في تقصي الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي قد تكون سبباً في توتر العلاقات، ونشوب الخلافات.
ولن نعمم الظاهرة ونعتبرها سيدة الميدان، فعديدة هي الأسر التي تعيش في سلام ووئام، وتقوم علاقاتها على مودة وألفة واحترام، إلى حد التمثل بمقولة"لا تضرب المرأة ولو بزهرة".
ولكن البوصلة ستقودنا إلى جهاز مُثْبَتٍ ببيوت البسطاء، هو نافذتهم على العالم الخارجي، ينقل إليهم ـ عدا الأخبار ـ مسلسلات مستوردة تسف فيها اللغة وتنهار القيم وتلتقي في لقطات العنف والكيد والخديعة، فتوحي بكل ما هو مُسيء للمرأة مُهين لكرامتها، تنضاف إلى ذلك أسئلة مسابقات تستبلد المشاهدين، وتُعفيهم من أي مجهود أو تخمين.
إذا وقفنا على ذلك، أيقنَّا أن هذا الجهاز العجيب لو أحسن اختيارُ ما يُبث فيه لكان له إسهامٌ فعال في تكييف الطباع، وتهذيب الأخلاق، وتحسين العلاقات، وتغيير النظرة إلى الحياة.
ويكفي أن ننكفئ على الماضي لنستحضر مسلسلات الرومانسية وأشرطة البطولات والعبقريات، والاستطلاعات والكشوفات، لنذكر أن النفوس كانت تشحن بقيم الخير والجمال،  وتغرى بتوطيد العلاقات، والارتقاء بمستوى الخطاب والمعاملات. 
ونخلص إلى أن ظاهرة العنف ضد المرأة ينبغي أن تسلط عليها الأضواء، ويتم التصدي لها بالتوعية والتنشئة السوية، والتربية الصالحة برعاية كل من الأسرة والمدرسة، وأيضاً بمراجعة ما يبثه التلفاز من برامج ومسلسلات ، فللإعلام إيحاؤه ووقعه على النفوس، وله إسهام لا يُنكر في استقرار أو تخريب البيوت.