adsense

2020/04/24 - 11:49 ص

بقلم عبد الحي الرايس
سادتِ العشْوائية فترةً غيرَ يسيرةٍ من الزمان دأبتْ فيها فئة على افتراش الأرض لعرض المبيعات، وأخرى على جر عربة أو إقامة رواق بدافع الفاقة، أو بحجة تأمين العيش للعيال، واختارتْ أخرى رفعَ لافتات عند الملتقيات تسأل الناس إلحافاً دعْمَ لاجئين أو محتاجين، عَدَا عن غيرهم من مُعْترِضِي السبيل.
حَلَّتِ الجائِحةُ بالبلاد، فأخْلَتِ الشوارع والساحات، وكشفتْ عن بُؤَرٍ كانت مصدرَ تشويهٍ وتلويث، فكان التصدي لها بالإزاحة والتنظيف، وتم التفطنُ إلى فئةِ المتسكِّعين، وأطفالِ الشوارع المُهمَلين، فانطلقتْ مبادراتُ الإيواء والكساء والإطعام، مُبادراتٌ استهدفتْ تطويقَ الوباء حيْلولة دون مزيدٍ من العَدْوَى والانتشار.
وحتى تنتفيَ العشوائية بعد انْجلاءِ الوباء يُرْجَى فتحُ سجلات لإحصاء العاطلين مواطنين ومهاجرين، وضبط أعداد الأطفال المهملين، فمَنْ كان في سِنِّ التمدْرُسِ أُلْحِقَ لزاماً بالمدرسة، ومن كان قادراً على العمل عُبِّئَ في أحد مشاريع التنمية، فصارت له مردودية تُؤَمِّنُ له الحصانة من الفاقة والدونية.
أما تدبيرُ كل ذلك فمن صندوقٍ أُحْدِثَ لمواجهة الآفة الطارئة، وحقه أن يصيرَ صندوقاً للتنمية يتزايدُ رَفْدُهُ وإمْدادُه، ويُوَظَّفُ في إطلاق مشاريعَ مُبتكرة تستهدفُ تسريعَ وتيرة  التنمية المستدامة، تُعبِّئُ الجميعَ للعمل، تُحَرِّرُ البلاد من كل مظاهر العشوائية،وتشمل البادية مثلما تُعنى بالحاضرة، ترفعُ تحدياتِ تطوير الْخِدْماتِ الاجتماعية، والإجهاز على الأمية، وتسيرُ بخطى مُتبصرة هادفة نحو تأهيل الإنسان، والارتقاء بالبلاد أسمى مدارج النماء.
ويظل كل ذلك مرهوناً بإرادة مُشتركة بين حاكم ومحكوم لإعلاء شأن المواطنة، وتوطيد أواصر الثقة، في جَوٍّ من التضحية ونُكرانِ الذات، وحرصٍ على استقلاليةِ القرار.