adsense

2020/04/18 - 12:17 ص

بقلم عبد الحي الرايس
بتلقائيته يُعْجَبُون، وعلى مُبادراته يُعَوِّلون، فهو لَصِيقٌ بالمجتمع مُنْبثقٌ عنه، يَشي بآلامه ونَبَضاته، ويَعْكِسُ طموحاتِه وتطلعاتِه، يَهُبُّ للنجدَة، ويُعْلِنُ عن الصَّحْوَة، يَصْدُرُ عن قناعة، ويترافع من أجل قضية.
وللمجتمع المدني حكاية وصَيْرُورَة، فإلى عهد غير بعيد كان طليعةُ القوم في المناسبات يُسْتحضَرُون، للصفوف يَمْلأون، وعلى الخطاباتِ يُصفقون، فلما تنامى الوعيُ صارُوا للجمعيات يُحْدِثُون، بالكفاءات يتعززون، بالقضايا يلتزمُون، ومن أجلها يُناضلون، بالحق يَجْهرُون وعنه لا يسْكتون، ولما تكاثرت الجمعيات انبثقت عنها الشبكات ، وبعد مُسلْسَلٍ طويل مع انْتداب النُّخَب في ديمقراطيةٍ تمثيلية، تأكد الاقتناعُ بِجَدْوَى تفعيل ديمقراطية تشاركية لإنجاح حكامةٍ جيدة تنتظم الفاعلين، وتنزلُ عند الحق حين يسْتبين.
صار للمجتمع المدني حضورٌ في كل الواجهات نَجْدةً للمُستضعَفين حين تَحُلُّ بهم النكبات، وحفاظاً على البيئة حين تختل بها التوازنات، ودفاعاً عن الحقوق حين تُصادَرُ الحريات، وعن الفئات حين تُلحق بها الإساءات، وعن الْهُويات حين تطغى عليها الاستلابات، وإسهاما في التوعية والتحسيس، واستكمال التربية والتكوين
مجالاتٌ شتى، لا يتوانى عنها المجتمع المدني ولا يتخلى، بوازعٍ من غيْرَة، وحرصاً على الإسعاف والنجْدَة، وهو حين يَصْدُقُ ويَصْفُو، يَحْظى بالتقدير ويسْمُو، ومن عَرَفَ ما قصَد، هان عليه ما وجَد.
فما أحْوَجَ المجتمعَ لِمَنْ يسْتقرئ حاجاتِه، ويصْدَعُ بانتظاراتِه، ومَنْ غيرُ المجتمع المدني ـ بعد قيادة البلد ـ يهتمُّ ويَحْفِل بكل ذلك؟ !