adsense

2020/04/16 - 9:32 م

بقلم عبد الحي الرايس
تثبيت الساعةِ الرمضانية المُنْسجمة مع توقيت "جرينتش" لتصير قارة ورسمية، والدعوة إلى ذلك ليستْ مِزاجية، وإنما نابِعةٌ عن اقتناعٍ وإرادةٍ جماعية، والاقتناعُ عَوْنٌ على الإقناع :
فاعتمادُ توقيت جرينتش على مَدار السنة سيصيرُ خاصيةً للبلد، وعنواناً على استقلاليةِ قراره، ولن يَحُولَ دون مُلاءمَةِ  مَواعيدِ العمل والدراسة، مع تدابير الاقتصاد في الطاقة.
وبذلك يَصيرُ الإعلانُ في كل فترةٍ من السنة عن تعديلٍ في مواقيتِ الالتحاق بالعمل والدراسة أيْسَرَ بكثير من تداعياتِ وتبِعاتِ تقديمِ أو تأخير السَّاعة.
ويكفي استحضارُ معاناة المتمدرسين الصغار، والقاصداتِ إلى العمل في الفصلِ الباردِ تحت جُنْح الظلام، بكل ما يكتنفُ ذلك من أخطار، وما يَدْأبُ عليه الْحِرَفيُّون والْمُياومُون من الْمُمايزة بين الساعةِ القديمة والجديدة، لِنُقدِّرَ حَجْمَ البَلْبلة والاضطراب.
ونعُودُ لِنُؤكدَ أن تثبيتَ الساعة وِفْقَ توقيتِ جرينتش مُنْسَجِمٌ مع الطبيعة، وباعِثٌ على الطمانينة، وأنَّ خيراً من تقديمها وتأخيرها خَصّ كل من الفصليْن البارد والحار بتوقيتٍ يصيرُ مَعلوماً، ويتمُّ التذكيرُ به لكلٍّ من المدرسة والإدارة والعمل.
ويبْقى أن تكثيفَ الدعوة إلى تثبيت الساعة لا يقومُ على انْتقاصٍ لتدبيرٍ اعْتُمِد، وقرارٍ اتُّخِذ، وإنما يَرُومُ التوفيقَ بين الحرص على الاقتصاد في الطاقة، وتأمينِ الاستقرار النفسي والطمانينة الروحية لشرائحَ عريضةٍ من الفئاتِ الاجتماعية.
وعسى أن يكون الخروجُ من حَجْرِ الجائِحَة إيذاناً بتغييراتٍ جَوْهرية، واستجابة لدعوةٍ مُلحَّة نابعةٍ عن مُعاناة، ومُترجِمَة لإرادةٍ شعبيَّة.