adsense

2020/04/15 - 1:41 ص

بقلم كريم باجو
ونحن نعيش عالمنا بتناقضاته ،وبتسارعه الذي لا يرحمنا ولا يرحم كوننا بشر ،حتى جاءتنا كورونا وعطلت هذه الحياة بمشاكلها ،فأصبحنا مقعدين في منازلنا ننتظر رحمة الخبراء حول العالم ،لا أطفال يذهبون للمدرسة ولاشباب يذهبون للعمل ولا شياب يملؤون ساحات أزقة أحياءنا ولا جموع المصلين بالمساجد ،الكل سار صباح مساء بالبيت ،وكم نحن قاسين في تعاملنا مع بعضنا ، خاصة إذا كان عدد افراد الأسرة كبير ، أصبح الانسان حياته معطلة ،لا يمكنه ان يخرج هروبا من كلام لا يرغب فيه أحيانا من أمه العجوز ،وأحيانا أخرى من زوجته التي من المفروض أن تكون له سكنا ،والكل ينشر بالفيسبوك عن يومياته مع كورونا ،وكأننا نستشف منها اليأس الى ما آلت إليه الأوضاع ،هناك من ينشر صور له وهو أصبح بشعر طويل وما الى ذلك ،وأكيد أن البشرية تمر من أسوأ مراحلها منذ نهاية الحرب الباردة في بداية تسعينات القرن المنصرم ،فوباء كورونا حصد الآلاف من الأرواح في كل رقعة على هذه الدنيا ،فيوم سيوجد له اللقاح وسينتهي ،ستكون البشرية تعيش لأول مرة عيدا كونيا ،بالفرح والسرور والإبتهاج والإلتفاتة من جديد إلى العائلة والى حياتنا وإعادة حساباتنا في الكثير من مناحي حياتنا جميعا ،وستؤلف الكتب والأفلام السينمائية والبرامج الوثائقية ،وسيدرس هذا كعلم التاريخ للناشئة مستقبلا ،إلا أنه ستكون فرحة ناقصة لأنه هناك ضحايا الوباء ،ولأنه العديد من الدول ستعيش الفقر والضياع سنوات بعد هذا  بسبب حجم تأثير الوباء على الإقتصاد ..