adsense

2020/04/15 - 8:52 م

بقلم عبدالحي الرايس
قطار التنمية الذي توقف فجأة، بعد أن اجتاح الوباءُ البلاد، وصار يتهددُ أرواحَ العباد، ومن قبلُ كان متعثراً في سيره، وعند ترتيبه كان دوماً ياتي متأخراُ في صفه، وظل القوم حَيَارَى في تعليل ذلك، سيما وقد دأبوا على رفع الشعارات وما قصروا في إطلاق المبادرات، عدَّدُوا اللقاءات، كثفوا المشاورات، ودبَّجُوا الخلاصات.
ولكنهم ظلوا يتصاممون عن سماع صوتٍ صريح، يتردد في كل آن وحين، يهمس بالحق وعنه لا يحيد، يقول بلسان فصيح :
قطارُ التنمية عندنا يمتلك كل المقومات لطي المسافات، وتَسَنُّمِ أعلى الدرجات، فقط أزيحُوا الكوابحَ عن العجلات، كوابحَ الريع الذي يمتص الثروات، وقربوا الهوة بين الطبقات، وبدِّدُوا الأمية التي تقْعُدُ بالطموحات، عَمِّموا التعليم وارفعوا شأنه فهو قاطرة العربات، وأرْدِفُوه بالصحة يعلُو شأنُها ويسمو قدرُها في كل الجهات، وأطلقوا عِقال البحث العلمي يفاجئْكم بالمخترعات، وبالحلول للمستعصيات، واعْدِلوا بين الناس في إيفاء الحقوق، واستخلاص الواجبات، وانتدِبوا من الكفاءات من يًصْدُقُ في الممارسات، يرقى بالطموحات، ويزهد في المكتسبات، وكُفُّوا عن التغاضي عن المهمَلين ومُلتمسي القوت على الطرقات، عبئوا الشبابَ صانعَ المعجزات، وأفيدوا ممن راكموا الخبرات، واستلهِمُوا تجارب من كانوا في المنحدرات، وبعزمهم صاروا على قمم المرتفعات.
أزعَجَنا التعثر، فهل يُلْهمُنا التوقفُ تداركَ النواقص، وإزالةَ الكوابح، لنستأنف السير بقطارٍ فائقِ السرعة، لا يُخْلِفُ موْعداً ولا يُخطئ محطة، يسيرُ بمنظار متبصٍّرٍ حصيف، زادُهُ اختيارٌ حكيم، ووقودُهُ عزْمٌ لا يَلِين.