adsense

2020/04/17 - 10:17 م

بقلم أيوب غمس
لا زالت تتذكر ذلك اليوم الذي حدثها  فيه عن عشقه وولعه لمدينة تطوان ،فهي تتذكر دوما هذا المقطع المقتطف من رواية "المصري" لمحمد أنقار ،الذي يصف فيه مدينة تطوان :"تطوان مدينة العيون والزوايا والمساجد والأبواب السبعة ،لكل باب حكايات وطرائف متداولة ومدونة في كتب التاريخ المحلي".
ظلت تنتظر ذكرى المسيرة الخضراء الغالية لتظهر بزي شمالي تقليدي تفاجئه به،ولكن المشكلة تكمن في إيجاد هذا الزي وسط تقاليد غرباوية، ولم يبقى للمناسبة إلا أسبوع بالتمام والكمال.
ظل هذا السؤال يراودها بين الفينة والأخرى: أين أجد الملابس الشمالية؟ أريد أن أقدم له هدية بسيطة لكي يعلم أني أفكر فيه في وقت وحين! الحل عند جدتي فهي أدرى بهذه الأمور وهي من ستوفر لي الزي التطواني.
طلبت من جدتها أن تساعدها ، فلم تتردد الجدة في مساعدة حفيدتها فهي أعز ما تملك، وترى فيها نفسها عندما كانت طفلة وهاهي اليوم جدة أطال الله في عمرها.
جاء اليوم المنتظر ، الصغيرة بزي تطواني شمالي تبدو كقمر يسير على الأرض،فجأة رآها وأخذ لحظة للتأمل كي يصدق ما يحدث أمامه...توجه نحوها وهي تسارع الخطى لتعانقه ويحضنها بحنو وعطف يفيض بالحب والشوق.وبدأت تهمس في أذنه قائلة: كيف أبدو ؟ هل أعجبك الزي التطواني الذي تحبه؟ أردت أن أقدم لك هدية بالمناسبة وتذكرت أنك تقول لي أنت هديتي فلم أجد إلا أن أكون بهذا الزي الذي يعجبك، وأود مشاركتك فيه،  أمسكته من يده وأخذته معها وهو يطير فرحا وينظم لها كلمات جميلة مثلها يرددها قائلا: "أنت نجمة في رفعة وضياء تجتليك العيون شرقا وغربا".
شارفت على توديعه والابتسامة تعلو محياها ،اقتربت منه وقالت له: أنا غرباوية أبا عن جد وأفتخر ،ولكن من أجل إسعادك فقد أصبحت تطوانية.