adsense

2019/08/15 - 12:59 م

بقلم عبدالحي الرايس
بلغ التخلفُ مُنتهاه، ترتيبٌ على سلم التنمية في دَرَكه الأسفل، وتعليمٌ في متاهةٍ بعد أن ضاعت منه البوصلة، ومجتمعٌ طغى لديه القول، وتشبَّثَ بالشكل، وغاب عنه صادق الممارسة والفعل، إعلام يُضِلُّ ولا يهدي، وتدبيرٌ يُمَنِّي ولا يَفِي، ومهما بُذِلَ من جهد في سبيل البناء والإصلاح، فرياحُ الأميةِ عاتية، وأمواجُ الانتهازيةِ طاغية، والفوارقُ الاجتماعيةُ صارخة، وكابوسُ الريع يجثمُ على صدر أمَّةٍ هي للتكافل والعدالة داعية.
ويأبى رُبَّانُ السفينة إلا أن يُطلق الصيحة بعد الأخرى، مُسلطاً الضوءَ على مواقعِ العتمة، داعياً إلى تكاثفِ الجهود لتبديد الظلام وتحريكِ العجلة.
ومع كل صيحةٍ يعلو صوتُ الشادي: "اشتدي أزمة تنفرجي"
الأزمةُ اشتدتْ بالفعل، ولن يكون لها انفراجٌ إلا إذا هبَّ الجميعُ للكشف عن تجلياتها، وتقصي أسبابها، والبحث بإخلاص عن سُبل انفراجها.
والترْقيعُ في معالجة الظواهر الاجتماعية لا يُجْدي، إنما الجدوى في التصدي الحازم لها، والقولِ المصحوبِ بالفعل، والتخطيطِ المشفوعِ بالتنفيذ، والمسؤوليةِ المقرونةِ بالمحاسبة، شعاراً يُفعَّلُ إلى أقصى مداه، تُرجِّعُ كلُّ الأفاق صَداه، فيهتدي الضالُّ ، ويرْعوي المُخطئ، ويتهيَّبُ المُتجاسر.
ينطبق هذا على الحاكم والمحكوم، فتسْتتِبُّ الأمور، ويستقيمُ السلوك، ويُدركُ الجميع أن الصَّوْلَةَ للقانون، وأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن الجميع أمام العدالة سواسية.
وعندها ستنفرج الأزمات، وتتلاحق المكتسبات، ويرتقي المجتمعُ أعلى الدرجات، وينعكس كل ذلك أمناً ورخاءً، وتقدماً ونماءً، وثقة واعتدادا.
ليستْ هذه مُجردَ أماني، ولكنها طموحاتُ شعب لديه كل مقومات النماء، يستمدها من رصيد حافل بالأمجاد، ويستلهمها من تجاربَ معاصرة، قررت تجاوز الانتكاسات، فارتقت في سنوات معدودات أعلى الدرجات.