adsense

2019/05/10 - 1:36 م


من منا لا يملك سروال من الجينز ، أو حقيبة من الجينز ، أو قطعة ملابس من الجينز ، بالتأكيد لا يوجد فذلك النوع من القماش الذي أحدث ثورة في عالم الملابس والموضة والأزياء ، وأصبحت شركات متعددة تتنافس في صناعة الجينز ، وفي ابتكار تصاميم جديدة له .
وقصة ابتكار الجينز هي قصة ذكاء وكفاح ، فهو منتج تاريخي ظهر منذ أكثر من 150 عام ، بل وظهر بنفس اللون السائد الآن وهو اللون الأزرق بكل درجاته ، ومع ذلك لم تختفي موضة الجينز ، بل ظلت موجودة وزاد تطورها ، بل والغريب أن هناك شركة أزياء عالمية ، استخدمت قماش الجينز في صنع فساتين زفاف ، وعرضتها بأسعار باهظة ويزيد الإقبال على ارتداء الجينز لكونه قماش قوي ومتين ومريح ومتعدد المواسم.
قصة ابتكار الجينز :
ولد ليفي شتراوس Levi strauss في ألمانيا عام 1829م ، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1847م ، بحثًا عن الذهب وعاش في نيويورك ، وفي عام 1853م حصل على الجنسية الأمريكية ، وكان يعمل في مجال بيع الأقمشة .
حيث افتتح شركة له بالشراكة مع أخته لبيع الأقمشة والملابس ومستلزمات الخياطة ، بل وأحياناً كان يقوم بتصميم بعض السراويل لزبائنه من الطبقة الفقيرة ، من عمال المناجم والبحارة ورعاة البقر وكانت السراويل تصنع من الخيش البني .
ولكن عانى العمال من سهولة قطع تلك السراويل ، وعدم احتمالها للعمل الشاق ، والمجهود المبذول في العمل وسرعة تلفها ، فاقترحت عليه زوجة أحد العمال أن يقوم بشراء أشرعة السفن ، وهي مصنوعة من قماش الدينيم المتين ، ليحيك منها السراويل
وحاك العديد من السراويل باستخدام قماش الدينيم المصبوغ باللون الأزرق ، وكان أحد زبائنه يدعى جاكوب دافيز Jacob Davis ، وهو حائك كان يقوم بشراء الأقمشة من شركة ليفي شتراوس .
وفي عام 1872م أرسل جاكوب دافيز رسالة إلى ليفي شتراوس ، ليخبره فيها عن تمكنه من ابتكار طريقة لمنع تمزق السراويل بسهولة ، وهي استخدام المسامير المعدنية المصنوعة من النحاس ، في المناطق المعرضة للتمزق بسهولة ، مثل منطقة الجيب .
وقد مكنته تلك الطريق من إكساب السراويل المصنوعة من الدينيم الأزرق القوة ، بل وأصبحت أكثر متانة وعملية وتحمل الأعباء الشاقة لعمال المناجم والبحارة ، ولذا عرفت بأن ملابس الجينز هي ملابس وظيفية فقط للعمال .
وأراد جاكوب دافيز أن يحفظ اختراعه لئلا أحدهم يسرق فكرته ، فطلب تسجيل براءة اختراع لتلك الفكرة ، لكن كانت مكلفة وتحتاج 68 دولار ، فقرر الاستعانة بصديقة التاجر ليفي شتراوس ليقرضه ذلك المبلغ .
ووعده تسجيل ذلك الاختراع بأسمائهما معًا ، وفي 20 مايو عام 1873م ، حصل اختراعه على براءة اختراع من الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية ، وأصبح ذلك اليوم هو اليوم العالمي لعيد ميلاد الجينز .
ومن ذلك اليوم لقي ذلك النوع من القماش ، وتلك الطريقة في صناعة السراويل ، شهرة كبيرة وكان يباع بسعر 1.46 دولار ، وأقتصر ارتداءه على طبقة العمال ، خاصة أصحاب الأعمال العضلية الشاقة ، مثل عمال المناجم .
وقامت شركات بتطويره ، منها شركة ليفيز العالمية وهي شركة أسسها ليفي شتراوس في سان فرانسيسكو بأمريكا ، تعمل في مجال تطوير مصنوعات الجينز ، بل ونجحت الشركة في صنع سراويل جينز للنساء بعد أن أقتصر ارتداء الجينز للرجال فقط ، وحققت الشركة أرباح سنوية قدرها 157 مليون دولار .
وقامت شركات عالمية كبري متعددة ، في تطوير صناعة الجينز والتنافس في ابتكار تصاميم أنيقة ومتنوعة من الجينز ، ومنها شركة كالفين كلاين ، والتي استطاعت تحقيق أرباح أسبوعية قيمتها 12 مليون دولار من صناعة الجينز ، كما من الجدير بالذكر أنه يرجع اسم الجينز إلى أن قماش الدينيم ، كان يتم استيراده من بلدة إيطالية تدعى جنوة ، وتلفظ جينز ومن هنا أتت التسمية جينز.