adsense

2019/05/21 - 3:38 م


تحرك معظم القادة الأوروبيين قبل أيام من إنطلاق الانتخابات الأوروبية، لمواجهة المد التنامي للشعبويين، ساعين لتحريك مؤيديهم وتنشيط المشاركة في انتخابات تشهد تقليديا إقبالا خفيفا، وتبدأ الانتخابات الخميس في بريطانيا وهولندا، حيث القوى المناهضة للمشروع الأوروبي في صعود.
ففي فرنسا، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى "قيام ائتلاف تقدمي كبير" بمواجهة "من يريد تدمير أوروبا من خلال القومية".
وفي مقابلة الثلاثاء مع الصحافة الإقليمية، نبه ماكرون من "الخطر الوجودي المتمثل بتفتت أوروبا"، علما أن حزبه "الجمهورية إلى الأمام" مع حلفائه يتقاربون باستطلاعات الرأي مع حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف لمارين لوبن.
وبعد تجمع كبير السبت في ميلانو بقيادة زعيم حزب الرابطة الإيطالي ماتيو سالفيني، وحد اليمين المتطرف الأوروبي صفوفه تحت تحالف "أوروبا الأمم والحريات" الذي يضم حزب الرابطة والتجمع الوطني الفرنسي مع "حزب الحرية" النمساوي وحزب "فلامز بيلانغ" أو "المصلحة الفلمنكية" البلجيكي.
وتعثرت إنطلاقة هؤلاء بعد فضيحة أدت إلى انهيار التحالف الحاكم بين اليمين واليمين المتطرف في النمسا.
ونددت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن الاثنين بـ"الهفوة الكبيرة" التي ارتكبها حليفها في "حزب الحرية" النمساوي هاينز-كريستيان شتراخه الذي استقال من منصبه كنائب للمستشار بعد نشر فيديو أبدى فيه استعداداً للتعامل مع روسيا.
وبعد هذه الفضيحة، سارع معارضوهم السياسيون مباشرة إلى استغلال الفرصة.
واستفاد النائب الأوروبي البلجيكي غي فيرهوفسدات من الفضيحة لمهاجمة ماتيو سالفيني.
ويرأس فيرهوفسدات "تحالف الديموقراطيين والليبراليين من أجل أوروبا". ويأمل التحالف مع نواب حزب إيمانويل ماكرون الذين يدخلون للمرة الأولى إلى البرلمان الأوروبي تشكيل القوة الثالثة فيه.
وكتب على تويتر "أنت (سالفيني) وأصدقاؤك شتراخه ولوبن و(فيكتور) أوربان و(نايجل) فاراج تتواطؤون مع بوتين وتتقاضون منه الأموال من أجل أن تدمروا".
وتحدى لاحقا الزعيم الإيطالي، مقترحا عليه "التقابل وجها لوجه في مناظرة"، مضيفا "حدد لي المكان، وسأكون حاضرا".
وعند وصوله إلى لقاء وزراء الشؤون الأوروبية في بروكسل، رأى الوزير الألماني مايكل روث أن فضيحة النمسا "ينبغي أن تكون بمثابة تنبيه لنا (...) قبل الانتخابات الأوروبية (...) لتجنب وضع الاتحاد الأوروبي بين أيدي القوميين والشعبويين".
ودعا من جهته رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي تنتهي ولايته في أكتوبر إلى "القتال حيث يستحق الأمر أن نقاتل"، وذلك خلال مؤتمر نقابي في فيينا.
وأعلن أن "لا حاجة للقول بوضوح إن على النقابيين والاشتراكيين الديموقراطيين والمسيحيين الديموقراطيين والآخرين أن يقفوا صفاً واحدا لردع خطر اليمين المتطرف، خلال العقد المقبل وأيضا خلال الانتخابات الأوروبية المقبلة".
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منذ السبت المسؤولين السياسيين الأوروبيين إلى الوقوف "بشكل قاطع" بوجه "التيارات التي تريد تدمير أوروبا".
ويرى سيلفان كان من مؤسسة روبرت شومان أن "تحرك اليمين المتطرف والراديكالي في هذه المعركة هو أمر جديد بحد ذاته"، نظراً لأنه حتى الآن رفض قادة هذا اليمين "انطلاقاً من فكرهم القومي أي حياة سياسية عابرة للحدود والقوميات".
وفي دراسة حول "التحول نحو أوروبا" لليمين المتطرف نُشرت الإثنين، قال سيلفان إن لتلك الكتل السياسية "بالفعل تأثيرا" على الحياة السياسية الأوروبية، حيث أن معظمها شارك أو يشارك في ائتلافات حكومية في دول الاتحاد الأوروبي.