adsense

2016/11/25 - 11:54 ص


بقلم الأستاذ حميد طولست



يبدو أن أنات الولادة العسيرة للحكومة المغربية الجديدة قد صمت أخبار مشاوراتها ، الآذان في الداخل والخارج ، بعد فشلها في الخروج للوجود بالولادة الطبيعية ، ولاشك لأنها في حاجة  لعملية قيصرية ، نظرا للصعوبات ، التي واجهتها تلك الولادة ، فأدت إلى حالة من "البلوكاج" -رغم من مرور شهر ونصف الشهر عن إجراء الانتخابات التشريعي - الذي تُعُمّد اتهام العديد من الجهات بالتسبب فيها .
ورغم تدخل الملك محمد السادس من خلال خطاب المسيرة الخضراء ، الذي لم يكن موجها إلى زعيم حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران المكلف بتشكيل الحكومة فقط ، وإنما إلى جميع الأحزاب المتزلفة للتمرغة بوحل بركته رئيس الحكومة ، للوصول إلى تحقيق مكاسب شخصية ، على حساب الكرامة ؛ الخطاب الذي يستشف منه، أن جلالة الملك لم يكن راضيا على الطريقة التي بُوشرت بها مشاورات تشكيل الحكومة ، واعتمادها ، في شقها الأكبر ، على لغة المؤامرة والفيتوهات ، والشروط القبلية البعيدة كل البعد عن خطاب الاتفاق والتوافق والقواسم المشترك ، التي تجمع ولا تفرق، والشرط الأساس في أي عمل مشترك يروم خلق حكومة جادة ومسؤولة غير مرتبطة برغبات الأحزاب السياسية .
الشروط التي لا يقصد منها إلا إذلال المتحالفين المفترضين ، وجعلهم يخفضون الرؤوس بين يدي "موزع كعكة الحكومة" متضرعين متذللين ومنكسرين ، الأسلوب ، الذي لم ولن ينفع في مثل هذه العملية الخطيرة ، لما اتسمت به من ثقة زائدة في النفس والاستخفاف بالأحزاب المرغوب في تحالفها ، والتي عقدت المهمة ، وربما جعلت تحققها مستحيلا ، و"لا مجال لتجاوز حالة البلوكاج الذي عرفته إلا بتجاوز لغة الفيتوهات واللغة الحربية" كما قال يتيم ، بينما دعا "الاتحاد الاشتراكي" رئيس الحكومة ، إلى التخلي عن شروطه التعجيزية ، والكف عن توجيه سهام إنتقاذاته واتهاماته للسياسيين ، في الوقت الذي تفرض فيه "تحديات المغرب" العمل على تشكيل الحكومة التي ينتظرها المغاربة ،  في أقرب وقت ، بدل الاعتصام في البيت ، والترويج لقلق رئيس الحكومة وعزمه على ترك الجمل بما حمل ، بسبب "البلوكاج" أو الاحتباس السياسي الذي لا يشعر به المواطن البسيط ، الذي كان في حالة  شرود عن تشكيل الحكومة ، في خضم إيقاع سير حياته المكتظ بأزمة لقمة العيش ومواصلة الأسعار في صعودها ، بوجود الحكومة أو في غيابها..