adsense

/www.alqalamlhor.com

2016/11/16 - 2:48 م


محمد بوهندية
في مسيرة احتجاجية ، خرج المئات من ساكنة حي "لالة يزة و الخاينة" بمدينة صفرو ، ليلة الثلاثاء 15 نونبر 2016، حاملين شعار "ارحل" في وجه المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء و الكهرباء ، وذلك احتجاجًا على الغلاء المستمر للفواتير، وعدم تفاعل المكتب مع شكاياتهم.
المسيرة التي تعدّ الثالثة من نوعها بعد مسيرتين مشابهة خلال الشهر الماضي، بدأت من مختلف الأحياء في هذه المدينة االصغيرة، قبل أن يتجمع المحتجون أمام مقر عمالة إقليم صفرو، وذلك تزامنًا مع اتفاقهم على قطع الكهرباء في منازلهم لمدة لأجل التأثير على المكتب الوطني للكهرباء.
ولوحظ في الطرق المؤدية إلى مكان المسيرة الاحتجاجية حضورًا أمنيًا مكثفًا، غير أنه لم تحدث أيّ مناوشات بين رجال الأمن والمتظاهرين، حيث حافظت المسيرة على سلميتها منذ البداية حتى النهاية، وتخلّلتها أشكال تعبيرية قوية، منها أساسًا إنارة المحتجين لمئات الشموع، في رسالة مفادها أن باستطاعتهم التضحية بالكهرباء ما دام قد وصل إلى هذا الغلاء.
ورغم أن عمالة صفرو أصدرت خلال أسابيع بلاغًا إلى عموم الساكنة بعد اجتماعات واسعة مع لجنة خاصة من وزارة الداخلية، لأجل حلّ مشكل غلاء الفواتير، غير أن ذلك لم يجعل السكان يوقفون احتجاجهم، لا سيما وأن الحلول التي جاءت في البلاغ لم تطبق.
وأشار البلاغ إلى إجراءات، تتلّخص في مراجعة جميع فواتير الاستهلاك المنزلي، وتحليل إجمالي للفواتير وتصحيح ما يطبعها من اختلالات، واعتماد عملية الإشعار بقراءة العداد، ووضع إجراءات استعجالية لتحسين ظروف استقبال المواطنين، ومنح العدادات الفردية الإضافية وعدادات مسبقة الدفع، وإحداث خلية دائمة لمراقبة الفواتير قبل وضعها للاستخلاص، وإحداث شباك للشكايات، وعدم قطع التزويد بشكل فجائي.
ومن داخل المحتجين، أكد بعض المواطنين، أن الاحتقان ليس وليد اليوم، بل يعود إلى عقد من الزمن، وأن الساكنة سبق لها أن احتجت على الغلاء المهول لفواتير الماء و الكهرباء دون أن "يردع" ذلك المدير الإقليمي، ممّا أقنع السكان برفع شعار "ارحل"، لافتًا إلى أن نجاح الاحتجاج يعود إلى التعبئة التي قاموا بها المواطنين.
مضيفًا: أن المكتب لا يتواصل مع السكان بشأن شكاياتهم ويتعامل بمنطق أدِ الفاتورة ثم اشتكِ".
و في الأخير خرجت الساكنة بالإتفاق على عدم أداء فواتير الماء و الكهرباء، إلى أن تجد السلطات المحلية و على رأسها عامل الإقليم حل جدري للمشكل، و بأنهم لازالوا سيخوضون أشكال نضالية أخرى إذا لم يفتح التحقيق في ذلك الغلاء التي عرفته الفواتير، و بعد الإتفاق عاد المحتجون في جو سلمي يوضح وعيهم، و بأنهم لايريدون الفوضى بل يريدون رفع الضرر فقط، لأن جل العائلات القاطنة بحي لالة يزة و الخاينة، لا يتوفرون على دخل قار يلبي حاجياتهم بشكل كامل.