adsense

2016/09/14 - 11:50 م


عام آخر ينضاف إلى عدد الأعوام التي مرت على اليوم الذي انطلقت فيه انفاسي ، ساعية الى الوجود والتواجد في الحياة ، عام آخر إنطفأت شمعته ليصل عدد الشموع المنطفئات إلى سبعين شمعة زائد واحدة ، إنطفأ وميضها هي الأخرى قبل ساعات ، معلنة إنتهاء واحد وسبعين عاما من عمري ، ومذكرة بأني بلغت عمرا لا مجال فيه للكذب والنفاق والوهم والخيال والغرور ، ولتدفع بي لتدشين مشوار عام جديد برق نوره في سماء الأعوام الجديدة ، لستُ ادري هل سيكون سعيدا طريقه ، يملأ النجاح مساره ، ويزخر كسابقيه باللعب واللهو والمرح والحب والعطاء؟ أم سيكون عرضة للفشل المريب ؟ لا أدري ؟ لأني لازلت والعام في أول الطريق ، وأن الزمان سيمضي فيه مكدسا بالحيرة والتيه ، ومع ذلك ، فلن أكون متشائما ، ولن أحزن ، أو أتأسف على مضي العمر وإنقضاء الأيام ، ولن أنتحب كما مطرب الإكتئاب فريد الأطرش على لحن أعنيته الشاحبة الحزينة "عدت يا يوم مولدي ، عدت أيها الشقي"  لا ثم لا ، لن أبكي مع أبي العتاهية ، ولن أرتل بيته البالغ الحزن:
 "ألا ليت الشبابَ يعودُ يوما ..                  فأخبرهُ بما فعل المشيبُ "
لأنه ، لا البُكاء ولا النّحيبُ ، يحميا العود الغض من اليبوس ، وسأكون متفائلا جدا كما كنت إبان الشباب وريعانه ، وسأصيح بصوت عال وجهور ، بعد حمد الله على الصحة والعافية : "ها أنا ذا لست بالعجوز الكهل ولا بالفتي اليافع ، لكني مازلت قويا اصارع السنين والأعوام  بحيوية وعنفوان ، وأحقق الاحلام بفخر واعتزاز ، وأنجب الأحفاد بهمة وصمود ، ضدا في كل من عاداني ، وكل من كرهني ، وكل من حسدني ، وكل مَن أساءة إلىّ ، وكل مَن آذاني ، والذين أسامحهم في يوم ميلادي هذا ، الذي أطلب فيه المعذرة من كل مَن تسببت له في أذى غير مقوصد أو أدية غير متعمدة ، لأنه ليس لدى وقت أضيعه في الكراهية والإنتقام .
وأخيراً أهنيء نفسي بأهلي وأحبابي وأصدقائي الطيبين و المخلصين ، وكل من تذكر تاريخ مولدي ، وكل من هنأني بعيد ميلادي ، وكل من أهداني كلمة طيبة و إبتسامة صادقة ، وأقول لكل هؤلاء : أشكركم جميعا من كل قلبي الذي لكم فيه وافر الحبٍ و كامل المودة ، وأسعد الله أيامكم ..