adsense

2023/04/12 - 11:43 م

العاصمة العلمية للمملكة، ومدينة الملوك التي كان يشاد بها في المحافل الدولية، اضحت اليوم تجمعا عمرانيا وسكانيا عشوائيا، لا يمت بصلة لمفهوم المدينة في ادبيات الجغرافية الحضرية وتاريخ المدينة.

مجموعة دواوير متفرقة تربط بينها طرق طالها الاهمال فأصبحت مجرد مسالك معبدة، كمسالك القرى والدواوير.

احياء بطابع بدوي، تسودها الفوضى والازدحام واحتلال الشارع العام وسيطرة العنف المادي والرمزي على السلوك والخطاب.

هذا الوضع المقلق، نتيجة تراكمات التدبير العشوائي للمدينة، من قبل ساسة كان ولايزال همهم الوحيد هو خدمة اهدافهم الشخصية وخدمة الاتباع والمدريدين والدكاكين الساسية الضيقة الافق.

الراسخ في اذهان سكان مدينة فاس ان ساساتها سيروها بمنطق البلطجة، والبوديكارد، حتى ان شباب الاحياء الهامشية اصبحوا يتنافسون على ولوج القاعات الرياضية واستهلاك البروتين لفتل عضلاتهم حتى يتمكنوا من خدمة الساسة الذين اصبحوا الضامن للعمل في شركات التدبير المفوض التي تلهف الملايير من الدراهم سنويا من جيوب دافعي الضرائب دون ان تقدم لهم شيئا يذكر.

انتهت دراما شباط وتلتها تراجيديا اليزمي والان نعيش فصولا من مهزلة البقالي هذا العمدة الاراكوز على حد تعبير اخواننا في ارض الكنانة.

عمدة ليست له القدرة حتى على تسيير دورة المجلس فكيف به ان يسير مدينة بثقل فاس العلمية، والعالمة، فاس الجواهر.

لقد كانت فاس ولازالت محط اهتمامات ملوك العلويبن، يشهد على ذلك وادي الجواهر الذي احتضن احتفالات وطنية ودولبة، كان اخرها عرس الاميرة لالة حسناء، حيث اختار المغفور له الملك الحسن الثاني عاصمة الملوك لهذا الحدث. ولازالت اعمدة الاسمنت التي رفعت خيمة العرس بضفاف واد فاس، شاهدة على ذلك الى حد الان.

وها هي ذي العاصمة العلمية تشهد اصلاحا لمداخلها، بدعم خاص من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الوقت الذي لازال فيه السياسيون يرفضون الانخراط في برامج لمجرد انهم لا يسيرون رغم ان تلك البرامج تخدم الوطن والمواطن.