adsense

2021/06/16 - 8:23 م

بقلم الكاتب الروائية حسناء وهابي

إستيقظت فاطمة مسرعة والهلع يملأ شغاف قلبها ، و استهلت البحث  عن ملابسها بغية استئنافها للعمل ، وبينما هي غارقة في البحث عن عباءتها  ، خطرت ببالها فكرة تحضير الشاي وبعض من الخبز لتسد جوعها الذي يذبح معدتها طوال النهار .

بعدئذ لمحتها خالتها السيدة رقية وهي امرأة عجوز شمطاء ،كانت ترتدي سترة سوداء ووجهها مكشر ، قصيرة القامة ، قبيحة المحيا ، ذات بشرة قمحية ، ورأسها قد اشتعل شيبا .

أحضرت فاطمة قنينة صغيرة بغية ملئها بالشاي الذي هو في الأصل لايسمن ولايغني من جوع ، حتى قامت خالتها في هياج ، وقالت : أعرضي عن هذا ؛فالقنينة ستنفذ كل الشاي الذي يحويه الإبريق .ثم قامت بسكب كأس صغير ومنحتها قطعة صغيرة من الخبز .

 أخذت الفتاة ذاك الكيس وغادرت والدموع تتساقط على وجنتيها  وتبلل ريقها ،  و لم تكترث لصفير بوق السيارات ولا للزجاج الذي أدمى قدميها ، و لم تعد ترى أي شيء لأن عينيها ملأهما الدمع ، ولطول مدة الطريق وهي تبكي ، بل تحول البكاء إلى نحيب طويل . ثم بعد ذلك كفكفت دمعها قائلة : لابأس بذلك ، إنها ليست أمي!"

واستئنفت عملها والإحباط يملأ قلبها ، وأضحى وجهها عبوسا قمطريرا ، وما إن حل آذان الظهر ، حتى جاءت سيدة تحمل فوق رأسها وجبة شهية كانت بمثابة تعزية لدموعها التي فاقت عنان السماء .