adsense

2021/06/22 - 11:27 ص

بقلم عبد الحي الرايس

جَشِعُون، شَرِهُون، لا يشبعون ولا يرتوون، هم بالأماني يُمْطرون، وللوعود يُخلِفون، لمعسول القول يُرَدِّدُون، بالفوز دوْماً يحلمون، وعلى الريع يتهافتون، ليت أنهم بالصدق ينطقون، وبالحق يجهرون، وعلى تصحيح المسار يتحالفون.، ولكنهم بالمغالطات يُموِّهُون، ولذلاقة اللسان يتقنون، للعامَّة يُجَمِّعُون، وعلى سذاجتهم يُراهنون.

فيا وطني متى تصحو من الأوهام؟ ويقودك الأخيار، بهمة الشباب، والعزم والإيمان، والصدق والإخلاص، والتفاني ونكران الذات، فيتبدلُ بك الحال من تجارب وعثرات، وتضليل واستلاب، إلى حسم في الاختيار، وتأهيل للأجيال، وتسريع للنماء.

آن أوان كشف الزيف وتطويق الدجل، استخلاصا للدروس والعبر، واستحضاراً للحكمة وبُعد النظر، ومراهنة على بناء البلاد وتأهيل الإنسان بالجد والعمل.

ويا وطني هذه فرصتك، لتنهض من كبوتك، فأفرز نخبتك، وقَوِّ طليعتك، عَبِّدْ مسارك، أنر طريقك، وسَرِّعْ خطاك.

ولا ثم لا لمن نهبوا وضلوا وأضلوا، وغابوا ثم عادوا، وبالتمويهِ تمرَّسوا، وللأوهام رَوَّجُوا، وبالممارسة انكشفوا، فالمومن لا يُلدَغ من جُحْر مرتيْن، والشعوبُ الحرةُ لا تنساق مع الأوهام عثرتيْن.

ويا نخبة البلاد، تراصوا لتقطعوا الطريق على الفساد، وتعيدوا الطمأنينة إلى العباد، واصطفوا لتنصروا الأفذاذ.

وكفى، كفى من الكبوات، وتَكرار العثرات، فالبلد زاخر بالكفاءات، مَشتلٌ للعبقريات، وبغير تضحية ونكران ذات لن يُرَجِّعَ الصدى غير هيهات هيهات، فات الوقت فات..

وكم هو وازنٌ ومُعبِّرٌ قولُ الحكيم: "الثمن الذي يؤديه الأخيار مقابل لامبالاتهم بالشأن العام، هو أن يحكمهم الأشرار"

فيا طليعة الوطن تقدمي الصفوف، واصدُقي الوعود، بدِّدي الظنون، وأوفي بالعهود، أعيدي الثقة إلى النفوس، وحققي للبلاد والعباد الغد المأمول، والمستقبل المنشود.