adsense

2020/04/05 - 9:46 م

بقلم الكاتب الصحفي عيسى فراق ـ الجزائر
تهتم وزارة التربية في بلادنا بتعليم فلذات الأكباد وإكسابهم الثقافة والخبرة الكافية ليصبحوا رجال الغد، وعندهم رصيد كافٍ يستطيعون من خلاله التعامل مع ظروف الحياة المختلفة، وإضافة إلى ذلك، فقد اهتمت بالنواحي المختلفة للطالب، وتلمست احتياجاته، من خلال وضع متخصصين تربويين يستشعرون حالات الطالب النفسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أن الطالب يستطيع التغلب على كثير من المشاكل التي تواجهه بمساعدة المستشار التربوي، الذي وضع خصيصا لمعالجة مثل هذه المشاكل، إضافة إلى تحفيز الطالب نحو العمل الجاد والمثابرة بطرق تربوية متنوعة.
وإذا كان اهتمام الوزارة منصبا على الطالب، لأنه نواة المستقبل، فإن المعلّم هو الذي يصنع هذه الأجيال، وهو الشمعة التي تحرق نفسها لتضيء دروب العلم، فمن الأجدر أيضا، أن نتلمس حاجاته ونستشعر ظروفه ومشاكله، فهو ليس آلة يطلب منها الإنتاج بعيدا عن الأحاسيس والمشاعر.
المعلم إنسان يمرّ بظروف الحياة المختلفة، ولديه مشاكل يحتاج إلى من يقف إلى جانبه لحلها ليزاول عمله بيسر وسهولة وبشكل إيجابي، وليتحقق النجاح في المسيرة العملية التعليمية، يجب مراعاة ما يلي:
العامل الأول في نجاحنا وتحقيق أكبر أهدافنا، وأهم عامل لنجاح المعلم وتألقه، هو أن يكون لديه موقف إيجابي في نظرته إلى الحياة أولا، وإلى عمله ووظيفته ثانيا، وهنا نطرح تساؤلا: من هو الشخص القادر على خلق ذلك في نفسية هذا المعلم، ومن الذي يستطيع الوقوف إلى جانبه في مشاكله التي تواجهه في هذا الميدان الشائك؟
من أهم ما يساعد على إيجاد أو بناء هذا الموقف الإيجابي، وجود قائد تربوي حكيم يتمتع بخبرة في مجال عمله، والمدير هو القائد التربوي، والأخ الكبير والمشرف القيّم، فلنحسن اختيار المدير، وليكن معيارنا هو الكفاءة والإخلاص والاقتدار، وهنا نطرح تساؤلا آخر: هل كل مدير يتمتع بهذه الروح ولديه الخبرة الكافية لإدارة هذا الصرح، حيث يستطيع المعلم بوجوده أن يشعر بالأمن والاطمئنان في عمله، فيلجأ إليه في كل ما احتاجه لكي يساعده ويحفزه للعمل ويسدّ جوانب النقص لديه؟! فالمعلم الذي ليس لديه اطمئنان، هو فاقد للنظرة الإيجابية وفاقد للتفاؤل في الحياة، وفاقد الشيء لا يعطيه، ثم هل هناك ضوابط معيّنة لاختيار مدير المدرسة، فيكون كل مدير مؤهّلا لهذا المنصب الحساس؟، لأنه سيكون قائدا تربويا عليه التحلي بالحكمة والصبر.
ثانيا: من واجب كل المسؤولين أن يحموا المعلمين ويوفروا لهم كل ما يلزمهم في عملهم، ولا نعني ما يلزمهم من جوانب مادية عينية، مقابل الدّعم النفسي والمعنوي، فالأمة التي لا تهتم بالمعلم هي أمة تحفر قبرها بيدها، والمشرف على تطبيق هذا الدّعم، هو المدير التربوي المتسامح المتفهم لعمله المحب لزملائه، لا المتصيد أخطاءهم، فالمعلم شمعة تضيء لتنير طريق العلم لا لتحترق وتوّرث رمادا!