adsense

2020/04/13 - 8:58 م

عيسى فراق ـ الجزائر
سيحل الشهر الفضيل علينا ضيفا حقيقيا.وكعادته في الكرم،ستكون الموائد عامرة،و المساجد عامرة،و القلوب عامرة،و المجالس عامرة فماذا اعددنا للضيف ؟ أظن أن أول ما يجب إعداده هو القلوب، لأنها موطن النوايا،فينبغي أن نصفي قلوبنا قبل أي شيء في الدنيا،و أن نعفو ونسامح كل إنسان قصر في حقنا أو أساء إلينا..ولقد ثبت علميا وطبيا أن للتسامح أثاره الايجابية في الصحة العامة للإنسان، فمن خلال الدراسات تبين أن الأشخاص المتسامحين أفضل صحة من العدوانيين،لان التسامح يذهب من القلب والأعصاب الشحنات الضارة، ويعيد النبض والضغط إلى وضعها الطبيعي،ويشيع في النفس الشعور بالرضى , و يقلل من الاكتئاب والتوتر النفسي , و يخلص الإنسان من الأضرار التي تصاحب موجات الغضب العارمة و الرغبة في الانتقام من زيادة في معدلات الأدرينالين في الدم و تشنجات في العضلات والتي من جملتها عضلة القلب.  و لهذا علينا أن نستغل هذا الشهر الفضيل لنتعلم فضيلة التسامح , ونجرب الشعور الجميل بالعفو عن المسيئين , خاصة إذا كانوا من ذوي القربى أو الأصدقاء أو الجيران فنكسب الأجر و نجبر الكسور التي تصيب علاقاتنا الاجتماعية و تدمرها .    لأن الشهر الفضيل هو شهر الصبر و تهذيب النفس على تحمل المشاق , علينا أن ندرب أنفسنا خلاله على هاتين الصفتين ’ فنصبر ليس فقط عن الطعام والشراب , بل عن الكثير من العادات المذمومة , والتي من جملتها آفة التدخين التي تكون فرصة التخلص منها متاحة خلال أيام شهر رمضان , فإذا بدأنا الخطوة الأولى بالصبر عن هذه الآفة خلال ساعات النهار , فغن الخطوة الثانية تكون بمقاطعة " السيجارة " شيئا فشيئا حتى لا ينقي رمضان إلا و يكون المدخن قد تخلص على مهل من عادة تعد من أسوء العادات و أكثرها ضررا بالصحة العامة , ليس للمدخن وحده بل لجميع  من يحيطون به .. فأضرار التدخين تمتد إلى كل من يكون مع المدخن في مكان مغلق, و ذلك ما يعرف بالتدخين السلبي وهو مضر صحيا بالموجودين مع الأشخاص المدخنين بصفة دائمة, كالأبناء و الزوجة وزملاء المكتب أو رفقة السيارة.. فهل يستطيع الشخص المدخن الاستفادة من وقت رمضان للإقلاع عن هذه الآفة ؟  وكذلك هناك آفات سلوكية سيئة يجب أن يقلع عنها الإنسان في هذا الشهر وهي الحديث فيما لا يعنيه , فتلك آفة لا يوجد لها مثيل إلا في عالمنا العربي .  فإذا استطاع الإنسان أن يهذب من سلوكه خلال هذا الشهر, فانه قادر على ذلك طوال أيام السنة.. ولرمضان فضائل لا تحصى و لو أننا أردنا تعدادها لما كفت هذه الزاوية لمدة أعوام, ولكنها للتذكير فقط.. و الذكرى تنفع المؤمنين.