adsense

2023/04/01 - 12:47 ص

عبدالإله الوزاني التهامي

ازداد المعلم أشندير عام 1936م بتراب قبيلة بني بوزرة من أسرة أندلسية عريقة استقرت بالساحل الغماري من ضمن أفواج ضحايا الملكة الإسبانية العنصرية بعد إسقاط دولة الأندلس العظيمة.

من المعلوم أنه تم تهجير المسلمين من الأندلس على مراحل على يد الملكة "إيزابيلا"، ففي عام 1492 تقريبا سقطت الأندلس  بسقوط غرناطة، وفى عام 1504 بدأت سلطات إيزابيلا فى إجبار المسلمين على ترك دينهم وتخييرهم بين التخلي عن عقيدتهم أو التهجير نحو السواحل المغربية.

وعندما استقر "آل أشندير" بغمارة،  حضوا  بمكانة خاصة لدى الغماريين لما حملوه معهم من ثقافة التمدن والرقي، حيث فسح لهم السكان  مجال الاستقرار في المواقع التي يختارونها، فاختار  أفراد منها منطقة سميت فيما بعد باسم العائلة "أشنديرن" ببني بوزرة، وتفرع من هذه النقطة أغلب من يحملون إسم أشندير بتراب أقاليم الشمال وفي الداخل أيضا.

 تميز -المرحوم السي عبدالسلام أشندير-  كما حدثنا أحد مجايليه بأنه "معقول ودغري ومكيعجبوش التجمعات بزاف"، في إشارة إلى أنه رجل يعرف حدوده وحدود غيره وغير مكثار لمجالس الثرثرة والقيل والقال وإضاعة الوقت.

 كان في بداية مشوار حياته المهنية يمارس حرفة الحدادة التقليدية، ثم مارس الصيد البحري كهواية فقط مثله مثل باقي ساكنة الساحل المجاورة للبحر، ثم تعاطى حرفة البناء حتى برع في فنها.

ويعتبر المرحوم في ذاكرة أهالي المنطقة من البنائين الأوائل الذين قاموا ببناء قرية اسطيحات الحديثة، إلى جانب الشريف الوزاني (أبو عبدالمجيد) ، إذ أنها بقيت فارغة مهجورة لمدة عقود طويلة جدا منذ أن تم تخريبها بالكامل  من طرف جنرال إسباني لما كان يطلق عليها اسم "تيكيساس"، حيث خربها هذا الجنرال بالتزامن مع تخريبه لمدينة "تمودة"، فشاءت الأقدار أن تكون للمرحوم أشندير لمسة أساسية في إعادة إعمار هذه المدينة التي باتت تعرف   ب"اسطيحات"، وإسم اسطيحات الحديث  أطلق على النقطة الترابية التي تحد بين "عيون -مروج- سيدي البوزيدي" وحومة "البام" سميت بذلك لوضع مساحاتها المسطح الخالي من التلال أو الهضاب أو المنحدرات.  وما عداها فكلها تيكيساس من حجرة "المصابغة" صعودا إلى غاية "خندق الرومان" ومنعرج جامع "أحمار"، ومن المهتمين بتاريخ وتراث وثقافة المنطقة من يطلق اسم تيكيساس على كافة تراب المراكز الثلاث: (مركز اسطيحات ومركز بواحمد ومركز اشماعلة)، رغم حداثة إسم اشماعلة نسبيا، وعليه فإن تيكيساس هي "ديلطا/مثلث" بواحمد واسطيحات واشماعلة، وما بين هذه النقط من مداشر وقرى ودواوير.

التحق السي عبد السلام أشندير بالرفيق الأعلى في شهر نونبر من العام 2021 ودفن بمقبرة "إفركان" المعروفة بمقبرة الشهداء بقيادة بواحمد جماعة بني بوزرة إقليم شفشاون.

ترك المرحوم السي عبدالسلام أثرا طيبا وسمعة حسنة بين الناس، لما اتصف به من نبل الأخلاق وجميل الشيم، وعلى نفس المنهاج سار أبناؤه وأحفاده، حفظهم الله جميعا، وجعلهم خير خلف لخير سلف.