بقلم الأستاذ حميد طولست
ما دفع بي للخوض في هذا الموضوع ، هو ما
تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار الحملة الأمنية الموجهة ضد "زطاطة"
فاس ، التي أوقعت بأخ لمستشارة سابقة بجماعة زواغة ، كان مكلفا بإدارة حديقة أطفال
، الخبر الذي إن صح ، فإنه سيغمر كل ذي عقل متأمل في حال هذا الشعب ، مهتم بأحوال مجتمعاته
، مسكون بهموم أهله وناسه، بالاستغراب والذهول
، الذي تضيع معه خيوط عقله في زحمة مدهش الطبائع وغريب الأمزجة المزدحمة بسلوكيات التعالي
والتعاظم المستهجنة التي تورطت فيها ،وبصور درامية لاتخلو من سخرية ، فئة من المواطنين
الذين آثروا الجحود والنكران لكل ما حظي به الشعب المغربي ، ممثلا في مجتمعه المدني،
من إهتمام ملكي بالغ ، وإنشغال مولوي كبير ، وحرص سيادي شديد على تثمين مؤهلات عنصره
البشري بما يضمن النهوض بحاله وأحواله المادية والمعنوية عبر المبادرة الوطنية للتنمية
البشرية ، المفعِّل الأساسي للإرادة الملكية ، والمبلور الرئيس لتوجيهات ومبادرات وورش
جلالته الرائدة المسهمة في التنمية السوسيو- اقتصادية للمملكة ، التي فضل -الذين اجتالتهم
الشياطين- التعامل مع تسيير مرافقها باستهتار وفوضى وتسيب ومحاباة وترضيات ، وكأنها
نوع من أنواع الريع ، أو كأن ميزانياتها هي أموال سائبة، وغير خاضعة لمساطر المحاسبات
القانونية التي تخضع لها كل مصاريف الدولة.
الأمر الذي لاشك سيدفع بكل مغربي شريف وغيور
على مصلحة شعب بلده ومستقبله ، الى أن يتمنى أن تمتد يد الحملة إلى دور الشباب وملاعب
القرب والنوادي الرياضية والنسوية وجميع المرافق الاجتماعية وكل منشآت المبادرة الوطنية
للتنمية البشرية ، للوقوف على مشين ما يقترفه في حقها بعض المتاجرين بالشأن الاجتماعي
من مشين التصرفات ، الذين داسوا على كل القيّم والمبادئ من أجل تحقيق المصالح الشخصية
والمطامع الخاصة، المعرقل الكبير لعمل واهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في
احتضان الطاقات الإبداعيّة الكامنة بدواخل الشباب ، وبعث روح التجدد والتطور في المهارات
المكتسبة المبشرة بجيل وطني مبدع ملهم ، قادر على خلق حراك اجتماعي اقتصادي، يغذي الحياة
الإجتماعية ، تكفي الدولة مشاكل ارتياد شباب الطبقة الفقيرة والوسطى -الذين يمثلون
أهم شرائح المجتمع- المقاهي والشوارع ، من خلال تجارب وممارسات ذات جودة عالية تتسم
بالتنافسية ، يصهر على تطبيقها أشخاص وهيئات وطنية ، طبع الله سبحانه في قلوبهم حب
مساعدة غيرهم والاهتمام بشؤون مجتمعاتهم ، بعيدا عن التفكير السلبي والتصرف اللامنطقي
، الذي لا يؤدي بصاحبه وحده الى التهلكة ، بل بالمجتمع بكل فئاته ، والذي يؤسفني أن
اقول بأن الدلائل التاريخية والآنية كلها تشير وبدون أدنى شك إلى انتشاره بيننا بمختلف
أشكاله وتعدد ألوانه.