العرض المسرحي كان من أداء فرقة الواشون بالحاجب، تطرقت خلال فصوله لموضوع يعتبر من الطابوهات حيث كشف العرض بجرأة كبيرة، التعنيف والتسلط في العلاقة الجنسية من طرف الشريك الحميم.
وما يزيد من تعزيز ثقافة الصمت، هو كون العديد من الناجيات من العنف الأسري، لا يتقبلن فكرة أن ما تعرضن له هو اغتصاب زوجي.
بالإضافة إلى أن التوجهات الاجتماعية والحمولة الثقافية، تقلل من خطورة الاعتداء الجنسي من طرف الشريك الحميم، وقد تنكر وقوعه، أو الشروع به، وتنظر اليه على أنه مجرد ادعاءات من طرف المرأة.
ويتفاقم الوضع، ويزداد قتامة، إذا علمنا أن القوانين والتشريعات، تتغاضى عن حالات العنف الجنسي في إطار الزواج، فهو غير معترف به ولا يعد جريمة جنائية، والقانون لا يجرم إلا بعض أشكال العنف ضد المرأة، وعليه فالنساء لا يمكنهن تقديم شكوى قانونية ضد أزواجهن في هذا الخصوص.
وحتى في حال قررت المرأة البوح والتبليغ عما تعانيه يظل إثبات حدوث الاغتصاب الزوجي أمرا صعبا، والحصول على أدلة مادية تثبت حدوثه أصعب، ما يجعل عملية الإبلاغ أمرا في غاية التعقيد.
وهكذا تدرج بنا العرض المسرحي، عبر كل هذه الأفكار التي أوردناها بسلاسة كبيرة، من خلال سرد قصة "بهاء" التي كانت ضحية أسرة تركتها عرضة للجهل أولا، ثم ألقت بها وهي قاصر، بين يدي "زوج" لا يعرف لذة الجنس إلا وهي مرتبطة بالضرب والإكراه.
وعليه فإن مكافحة الاغتصاب الزوجي، لا يمكن أن يتأتى فقط بتعديل النص القانوني على أهميته، ولكن الأكثر أهمية وجود ثقافة مجتمعية ووعي مجتمعي دون إغفال جهات تحمي النساء من هذه الأفعال.
للإشارة العرض المسرحي "بالكاغيط ولا بلا بيه الموافقة ايه" نص مستوحى من قصص حقيقية من أرشيف مركز أمل للارشاد و التوجيه القانوني.
المسرحية من تشخيص فرقة الواشون الحاجب
اخراج و تأليف :مولاي الوافي السليماني
سينوغرافية :كريم مشدود
المحافظة العامة :لحسن السعيدي
الاشراف العام :جمعية أمل للمرأة و التنمية.