adsense

2021/11/29 - 9:59 ص

بقلم عبد الحي الرايس

كلما طفح الكيل واشتدت الأزمة وأنذرتْ بالسكتة، كان الاعترافُ وصدر الخطاب داعياً إلى حسن الإصغاء، بحثاً عن صيغة للإنقاذ.

ثم تتعدَّدُ اللقاءات وتنْثالُ الاقتراحات، تتجمَّعُ الخلاصات، تصاغ البيانات وتصْدرُ التطمينات أن الحلولَ جاهزة، وأن الانفراجاتِ قادمة.

ويسود الترقب والانتظار، ويتوقع الجميع أنْ سيتم الكفُّ عن العَوْدِ والتَّكرار، وسيكون الانفتاح على ناجح التجارب والأخذ بصائب الاختيار، وينطلق الرهان تلو الرهان، وتتلاحق البشائر في الندوات، ومن منابر الإعلام.

وعند التنزيل يتأكد أن حليمة تَحِنُّ دَوْماً إلى عادتها القديمة، وأن المُدبِّرين يُوثرون الترقيع، ولا يجرؤون على التغيير.

فاللغة الدخيلة التي عمَّرتْ طويلاً وصارت متجاوَزة في ديارها، وكان منتظراً إحلالُ غيرها مكانَها، يُرَادُ لها أن تتوطَّن أكثر، وتُرافقَ النشْءَ منذ بَدْءِ تَعلُّماتِ الصغر.

ولغة الهُوية يتكرَّسُ التصامُمُ عن اعتمادها لغة التعلُّمات الأولى وفق توصيات اليونسكو وتجارب الدول الرائدة.

ومكانة التعليم يتمُّ الالتفافُ عليها بشكليات التعاقد، والتلويح بشعارات التجويد.

وما لم يتمَّ التدارك والتعجيلُ بتصحيح المسار، فستمضي السنوات، وتتلاحق الخيْبات، وسيتواصل الترتيبُ على سلم التنمية عند أدنى الدرجات، وستتجدَّدُ التشخيصاتُ المُنذِرة بالسكتة، وتفاقمِ الأزمة.

فإلامَ هذا الدورُ والتسلسل، والعَوْدُ على البَدْءِ بِمَنْأى عن الإصغاء لصوت الحكمة، والأخذِ بأسباب تحقيق الطفرة.

يأخذ علينا البعض أننا نُبْدئُ القولَ ونُعيده، ونأبى إلا أن نردَّ بأن صخرة سيزيف التي نحملها لا نكاد نُرسيها على قمة الآمال، مُراهنة على مَنطوق الخطاب، ومُخْرجات التواصل والحوار، حتى تتهاوى ـ عند مباشرة التدبير والتنزيل ـ إلى عُمْق القرار.