adsense

2022/06/20 - 12:25 ص

بقلم عبد الحي الرايس

في الثامن عشر من شهر يونيو لكل سنة سَتَدْأبُ الإنسانيةُ على تخليد "اليوم العالمي ضد تأجيج الكراهية"

ويحرص المنتظم الدولي على الإشادة بالمبادرة المغربية لاقتراح هذا اليوم الذي تمت الاستجابة له وترسيمُه، تحفيزاً لبني الإنسان على نبذ الكراهية والجنوح إلى السلام، وتكريس المحبة والوئام.

ولكنَّ إعلامنا يأبى إلا أن يُجذف ضد التيار بمسلسلاته المدبلجة المستوردة، والمحلية الرمضانية الباعثة على الكراهية، المُبْرزة للفوارق الطبقية، المُشْبَعَةِ بالحقد والغدر وتَداوُلِ الألفاظ النابية.

ولا يكادُ الناس يستريحون من مُعاناة المشاهدة والمُتابعة، وتَرَقُّبِ المفاجآتِ الصادمة، حتى يُعادَ البَث ويُسْتأنف الإرسال ربما لملء الفراغ، ولكن لسان الحال يشي بالتثبيت والتحفيظ، وكأن عبقرية الإبداع والإخراج لم تَجُدْ بغير ما يشحن النفوس بالآلام، ويَجْبُلها على الكيد والصراع والآثام.

وكأن الإنسانية عَدِمَتْ مسلسلات الرومانسية والمرح، وتجاربَ الرِّحْلاتِ والكشوفات والاختراعات ومآثرِ السلف، وحكايا البطولات، وقَهْرِ الصُّعوبات، ونماذج الخيال المُلْهِمِ للإشراقات والابتكارات، والاستطلاعات والوثائقيات المُشِيدَةِ بالْقِيَم، المُحفِّزة على تحسين التعامل مع المحيط، وإشاعة الخير بين الناس.

ويضج الناس بالشكوى، ولكن الموعد مع "الوعد" و"السر" و"المكتوب" وغيرها لا يُخْلَفْ، وابحث فيها ما شيء لك البحث عن ميزة أو قيمة، فلن تجد غيرَ النقيصة والخيانة والشتيمة.

فبالله عليكم أوقفوا بَثَّ مسلسلاتِ العار، المُنذرةِ بكل لُؤْمٍ وشنار، وأتْحِفُوا الناس بما يُشِيعُ البهجة في نفوسهم، ويبعثهم على التكافل والتساند والتناصح، وعلى الإسهام في كف الأذى والتنافس في الخَيْرات والْمَبَرَّات، فبالتبشير بالقيم، وبنماذج الخير وتجسيد الشيم، تسمو النفوس، وتُبنَى الأوطان، وبغير ذلك تسُودُ الوضاعةُ وتُهْدَرُ الكرامة.

وكم يكون رائعاً ومُجْدِياً أن يكون الإعلامُ في خدمةِ السياسةِ المُلتزمةِ البانية، المُشَجِّعَةِ على نَبْذِ الكراهية.