adsense

2021/02/07 - 2:04 م


 بقلم عبد الحي الرايس

عند تحرُّر الفيتنام وَجَّهَ رئيسُها إلى فتْنمَة التعليم في جميع مُسْتوياته، فقيل له إن التعليم العالي يتطلب وقتاً لصعوبة فتنمة المُصْطلحات ، فأجاب: الأهم أن تكون الاختباراتُ عند نهاية السنة بلغة البلد، فحَسَم أمرَ الاختيار، وتمَّت الفتنمة، وانطلقت مسيرة النماء، بعزم وإصرار.

وفي بلد آخر تعالت الأصوات مُطالبة بدَمَقْرطَة الْحُكم، فكان التعلُّل بارتفاع نسبة الأمية، وإلى أن يتحرر الشعب من الأمية ظلت الديمقراطية في محطة انتظار.

وسُئِلَ مُدَبِّرُ مدينةٍ عن السِّرِّ في إهمال الحدائق والتباطؤ في تعميم المجالات الخضراء، فأجاب بأن المواطنين يُتْلِفُون ولا يُحافظون.

وغداةَ استقلالِ المغرب تُرْجِمَ الحماسُ إلى انخراطٍ في تعبئةٍ لبناء "طريق الوحدة" يَفُكُّ العزلة بين الشمال والجنوب، بعزمٍ يخترق الجبال  ويَهُدُّ الصخور، وفي أماسي النضال، وجلساتِ التثاقف والحوار تبلْور الشعار:"نحن نبني الطريق والطريق يبنينا"

تكررتِ التجربة في المسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء، فأكدت مرة أخرى أن الإرادة إذا تحررَتْ سَرَّعَتِ الخُطى وحققت المعجزات.

بَيْدَ أن الاختيارات إذا تأرجحتْ وانتابها التشكيكُ والتبخيس والتسويف خَمَدَتْ جَذْوتُها وضاع بريقُها ورُهِنت بانتظارِ ما ياتي وقد لا ياتي، فتظل قابعةً في رُكْن النسيان.

وما أفلح قومٌ تعلَّلُوا بالتحدياتِ والإكراهات، ورهنوا تغيير حالهم بانتظار تخطي الحواجز وتذليل الصعوبات.

إنما يقتحمُ المخاطرَ ويرتقي المدارجَ مَنْ قَرَنُوا الإرادةَ بالعمل، وعقدوا العزم على البتِّ في الاختيارات، والْمُضِيِّ في طريق البناء دون تَوَانٍ ولا وَجَل.