adsense

2021/02/22 - 12:00 ص


 بقلم حميد طولست
احتفاء بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة المناضل الكبير محمد بوستة الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، الذي أحزن رحيله القلوب وابكى فراقه العيون أنشر إحدى الصورة التي التقطت لي مع المرحوم بدار مكوار بفاس خلال إحدى الاحتفالات بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، والذي أحييناها أنداك صحبة أعضاء من حزب الاتحاد الاشتراكي والذي يظهر بعض قادته ومناضليه المحليين والوطنيين في خلفية الصورة ، التي يتصدرها القيادي الهرم الكبير السيد بوستة الملقب بالحكيم الصامت ، بروح عالية وإيمان صادق ووطنية واثقة تشي بشخصية الوطنية العظيمة بما قدمت من بطولات جليلة من أجل تحرير المغرب الذي يعشقه ويؤمن بعدالة قضاياه ،وشخصية المحام الوطني الشرس الذي لم يقصر في الدافع عن المعارضة في أغلب المحاكمات السياسية التي عرفها المغرب إبان فترة الصراع بين القصر والمعارضة ، والزعيم السياسي العنيد الذي قاد حزب الاستقلال عشرين سنة، خفف خلالها من هيمنة السياسيين المنحدرين من أصول فاسية على قيادة الحزب وتمكين كفاءات من خارج أهل فاس –المراكشيين وغيرهم- من الوصول للجنة التنفيذية ، بما كان له قيد حياته من  تأثير عليها من خلال عضويته في مجلس الرئاسة (الحكماء .

إنه القيادي الذي انتخبه المؤتمر التاسع للحزب بالإجماع أمينا عاما للحزب، بعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب علال الفاسي عام 1972، وبقي كذلك حتى المؤتمر 13 في 1998ـــــ

وهو الحزبي الوحيد الذي عُرف رحمة الله عليه بمواجهته الصارمة لإدريس البصري وزير الداخلية أيام اشتداد الأزمة بين المعارضة والحكومة على عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي عرض عليه تشكيل حكومة انقاد المغرب من السكتة القلبية ، لكنه رفض بسبب تدخل إدريس البصري في "إفساد الحياة السياسية وتزوير الانتخابات"، و تغول وزارة الداخلية بعد تحولها إلى "أم الوزارات ، وهو السياسي الوحيد الذي استطاع أن يقول “لا” في وجه الجنرال أوفقير وإدريس البصري.

وكانت سنة 1963 المحطة الحاسمة في حياته رحمه الله ، حيث قدم استقالته رفقة مجموعة من القادة الاستقلاليين، بعدما تم الإعلان عن حالة الإسثتناء ، وابتعد عن الحياة السياسية وتحديدا الحكومات التي قادها الجنرال أوفقير اقتناعا منه بأن هيمنة الهواجس الأمنية ضيقت كثيرا على العمل السياسي.

إنه الشخصية الفذة التي عينها الملك محمد السادس  رئيسا للجنة الملكية لإصلاح مدونة الأسرة التي كانت له الكلمة الفصل فيها ، وكان آخر ما قام به الراحل في حياته السياسية ، قبل أن تسوء حالته الصحية، ويدخل المستشفى العسكري بالرباط ، تزعمه أواخر2016 الدعوة إلى استقالة الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط بسبب تصريحات الأخير حول موريتانيا .

وأصدر في ذلك مع الأمين العام السابق لحزب الاستقلال عباس الفاسي وآخرين بيانا تضمن :"نجزم ونعلن أن السيد حميد شباط أثبت أنه غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال".

حاز رحمه الله على عدة أوسمة منها : وسام العرش من جلالة الملك محمد السادس عام 2003 ، ووسام “نجمة القدس” من السلطة الفلسطينية عام 2012  تقديرا لدوره في نصرة القضية الفلسطينية.

ــــــــــــ رحل شامخا عن هذه الدنيا الفانية تاركا وراءه فكرا عصيا على الرحيل ، ونحن إذ نعزي أنفسنا برحيله ، نسأل الله أن يجعلها جميعها في ميزان حسناته وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا وجميع أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا على فراقه لمحزونون وستظل ألسنتنا تهتف بالدعاء لروحك الطيبة بالرحمة والمغفرة وفي الخالدين مع الرسل والنبيئين وإنا لله وإنا إليه راجعون