adsense

2021/02/11 - 9:11 م

 

بقلم عبد الحي الرايس

إذْ يَصِلُ قبْلنا إلى تصوير مَصانعِنا في أقبيتنا، وتَوَافُدِ نسائنا وفتياتنا عليها لِكَسْب ما يقتاتُ به صغارُنا وكبارُنا، ثم  ياتي عليهنًّ الطوفان، ويَصْعَقُهُنَّ التيار، فيَغرَقْنَ ويَقْضِينَ مُخلِّفاتٍ الحسْرةَ والأسَى، واليُتْمَ والضَّياعَ في أسَرِنَا وبُيُوتنا.

ونَهُبُّ للنجدة، ونُعدِّدُ صِيَغَ المُواساة، ونُطالبُ بالإدانة، ونفتح التحقيقاتِ في أفق المحاسبة، ثم لا يلبثُ الموضوعُ أن يَؤُولَ إلى نسيان، لِتستأنفَ حليمةُ عادتَها القديمة، وتُواصِلَ مسيرتها في الحال.

مَصَانعُ هنا وهناك في الأقبية، وفي الْجُحُور، والأماكن الضيقةِ الخانقةِ للأنْفاس، يُجَمَّعُ فيها العاطلون والعاطلات من غير تأميناتٍ ولا ضمانات، إذا شاؤُوا وشِئْنَ

كَسْبَ ما يُؤَمِّنُ لَهُم ولهُنَّ عيْشَ الكَفَاف، ويُصِرُّ صاحبُ المال على استنزافِ الجهد، والتقتير في الأداء، لِيَدَّخرَ ما يُحقِّقُ به الإثْراء، فإذا حَلَّتِ الفاجِعة، ووقعتِ

الواقعة، وحُمَّ القضاء، الْتَمَسَ سبيلاً للتًّخفيفِ والْإعفاء.

وفي الأفق نمُوذَجٌ تنموِيٌّ مَوْعُود، جُمِّعَتْ له الآراءُ عبْر اللقاءاتِ والمراسلاتِ والعُرُوض، يُرْجَى له ألا يُخْلِفَ مَوْعدَهُ مع لحظةٍ التَّحَوُّلِ المنشُود.

يُعْرَضُ في الأفق المنظور، عَلَّهُ يَحْظى بالرضا، وياتي مُجَفِّفاً مَنابعَ الرِّيع، مُحقِّقاً العدالةَ الاجتماعيةَ والمجالية، مُنصفاً للجميع في الحواضر والبوادي والمواقع النائية، مُجْهِزاً على الأمِّية، مُلزِماً بالتعليم، مُؤَمِّناً الصحة والدعْمَ الاجتماعي للجميع، رافعاً مُستوى التمثيليةِ المحفوفةِ بالنزاهة،

المقرونةِ بالمُحاسبة، واضعاً حدّاً فاصلاً بين عهدِ التجريب، ومُعاوَدَةِ التجريب، وعهدِ التبصُّر بمواقع الخُطَى، والبتِّ في الاختياراتِ والرُّؤى، الضامنةِ للسَّير بالبلاد والعباد، على طريق الارتقاء، وصناعةِ الأمجاد، واسْتدامةِ النماء.