adsense

2014/12/21 - 4:36 م


أعتقال الوحداني: تحول خطير في ملف إفني آيت باعمران.
اعتقال الأخ والصديق العزير السي محمد الوحداني يشكل منعرجا خطيرا في ملف قضية سيدي إفني وآيت باعمران ويؤشر على مجموعة معطيات خطيرة تهم تدبير الدولة والأحزاب السياسية للملفات الاجتماعية. اعتقال الرئيس السابق لبلدية سيدي إفني تأتي على خلفية الأحداث التي عرفتها المدينة منذ أسابيع، وهي أحداث لا تصل في الحقيقة لعشر أعشار ما وقع في المدينة قبيل تدخل السبت الأسود. يفيد صك الاتهام الموجه للأخ الوحداني أن مجموعة من المراهقين الذين تم القبض عليهم خلال مواجهات مع القوات العمومية في بعض أحياء المدينة قد زعموا أن محرّضهم الأساسي كان هو الأخ الوحداني الذي لم يكن في المدينة لحظة وقوع هذه الأحداث حسب ما وصل إلى علمي. أو أنه كما تقول رواية ثانية قد نشر على صفة فيسبوك الخاصة به صورا زعم أنها لضحايا من سيدي إفني وليس الأمر كذلك. طبعا يبدو لكل ملاحظ موضوعي تفاهة ما نحن بصدده، إذ أنه حتى لو صحت إحدى الروايتين أو هما معا، فهي لا تكفي لتبرير اعتقال الرجل وبالأحرى اتهامه بالعصيان المدني وقس على ذلك من التهم الجاهزة التي تفيد الغاية منها أمرا واحدا لا ثاني له ألا وهو نقمة الأجهزة الأمنية الكبيرة على الرجل ورغبتها في التخلص منه. الحقائق  المرّة التي يتجنب دهاقنة كواليس المطبخ السياسي والأمني في المغرب والتي تتجنب الأحزاب ونخبها المنمّطة فكريا الوقوف عندها والتي كشفتها قضية الأخ محمد الوحداني تحمل كعنوان عريض: الفشل الذريع. نحن إزاء فشل دولة في معالجة إشكالية اجتماعية بسيطة ظلت تراوح مكانها منذ ست سنوات، وهي لا تملك إزاء هذا الفشل الذريع إلا العودة إلى الأساليب القديمة التي تتقنها أيما إتقان: القمع والاستبداد. نحن إزاء فشل منظومة حزبية عليلة لا تقدم ولا تؤخر في المشهد المضبوط سلفا ولا تستطيع سوى مجاراة شروط التدبير الأمني للقضايا الاجتماعية أو الاستثمار السياسوي الانتخابوي لها. في كل مرة تقع كارثة اجتماعية أساسها التهميش و”الحكرة” المبالغ فيها، تتحرك الدولة الأمنية بإشهار العصا أولا وبضع وعود سرعان ما تتنكر لجلها. ثم بعد ذلك تتحرك الأحزاب السياسية كما تتحرك الضباع لتأكل ما تبقى على مائدة الذئاب. ولأن المشهد لا يكتمل إلا بكبش فداء فليكن الأخ محمد الوحداني. هذا بالذات ما حدث بسيدي إفني، واعتقال الأخ الوحداني اليوم يأتي في إطار ترتيب الساحة استعدادا للانتخابات المقبلة، لذلك لا نستغرب صمت نخب الأحزاب السياسية المحلية عن هذا الاعتقال، فلغاية كتابة هذه الأسطر لم أقرأ لشخص واحد منهم من اليمين أو اليسار ينبس ببنت شفة تنديدا بالاعتقال. إنه مأزق أخلاقي خطير والأخطر أنهم لا يفهمون هذا الأمر، لذلك ستجد بعضهم يلوك كلاما ركيكا محاولا تقديم الفتاوى “الشرعية” لاعتقال شخص مزعج والبعض الآخر يدعو بحاله لمجرد صرف النظر عن هذه القضية لأنها لا تستحق. كم أنتم مثيرون للشفقة يامن تتكلمون عن “أخطاء” محمد الوحداني في هذه الحظة بالذات، كم أنتم مثيرون للاشمئزاز!