adsense

2022/04/05 - 2:03 م

بقلم عبد الحي الرايس

فنِصْفُ عَقْدٍ هو لحظةٌ وجيزةٌ في عُمْر الزمان، ولكنَّ صدى أعمالكم يمتد عقوداً في حياة الأوطان

لكم أن تستكينوا إلى تدبير الممكن، لكم أن تتعللوا بِعِبْءِ الأثر، وتنشغلوا بمعالجة ما خلفه السلف.

ولكن ليس لكم أن تعتدُّوا بالرأي، وتنْفردُوا بالقرار

إنما الأمانة تُلزمكم بأن تُفعِّلُوا الحكامة، وتعتمدوا المشورة، أن تُعدِّدوا الأهداف، وترفعوا سقف الغايات.

سائِلُوا أنفسكم: ماذا أنتم صانعون بحواضركم، وانفتحوا على تجارب غيركم، استلهموا الرائد منها، واجعلوا مُنْطلقاتِكم من خَواتِم اجتهاداتِهم، وأضْفُوا عليها ملامحَ خُصوصياتِ دياركم.

إنما تَرْقى المدنُ والأوطانُ بصادقِ الإرادات، وصائبِ الاختيارات، وخالصِ المبادرات.

واذْكُرُوا:

ـ أن العيش لا يطيبُ إلا بتوازُنٍ بين المعمار والاخضرار، فعدِّدوا الحدائق والمُتنزهات، وَكَثِّفوا حضورَالأشجارِ على ضفاف الأنهار، واحفِزُوا السكان على أن تُطِلَّ لديهم الأزهارُ من عُموم السطوح والشُّرفات.

ـ وأن التنقل لا يَسْلمُ إلا بمسالكَ مَصُونةٍ آمنة، فحرِّروا الأرصفة، وجَمِّلوا الساحات، وأحيلوا مُوحِشَ الطرقات إلى مُؤْنِس المسارات، وارْقَوْا بالنقل العام حتى يُوثرَهُ المُوسِرُ قبْلَ المُعْسِرِ على الخاصّ.

ـ صُونُوا معالم حواضركم، وثمِّنوا تراثكم، وجِدُّوا في تدارك التقصير، وتسريع الإصلاح والتجديد

ـ عَمِّمُوا في المدن المرافقَ الصحية والوُلوجيات، ويَسِّرُوا سُبل التنقل بالدراجات، واستحضروا هاجس المُناخ، وشروط الاستدامة، ومتطلباتِ حماية حق الحياة.

ـ شجعوا على الاستثمار، وعَدِّدُوا فرص مكافحة العطالة لدى الشباب، تُشِيعُوا الأمن وتُيسِّروا أسباب الازدهار والاستقرار.

وقبل هذا وذاك أصْغوا جيداً إلى نبض المجتمع ورغبات السكان، استحضروها ولا تتجاهلوها، تفاعلوا معها، واستجيبوا لإجماعها تفوزوا برضا الله، وطِيبِ الذكْر، وثقة الناس.

أيها المنتخبون، تواصلوا مع الناخبين، استطلعوا آراءهم، وأشْرِكُوهُم في قراراتكم، تُحقِّقُوا أنْجَحَ الإنجازات، وتُخلِّفوا أبْقى البصمات.