adsense

2022/04/14 - 3:33 م

بقلم عبد الحي الرايس

وتتصامَمُ الآذان، تتردَّى الأوضاع، وتتفاقمُ الأدْواء، ويصيرُ الاستقرارُ والازدهار، ومظاهرُ الحضارة، وضوابطُ العمران في خبر كان.

أولُ الغيث قَطْرٌ، ومُعظمُ النار من مُستصغَر الشَّرَر

فالذين يتحايلون ويرتشون، ويتسلقون المواقع ليصونوا المكاسب، ما كان لهم أن يصلوا ويتمكنوا، لو أن عين الرقيب كانت حاضرة، وأنَّة أول مُشْتَكٍ كانت مسموعة، ومعاييرَ التمثيلية والممارسة كانت مرعية مَصُونة.

والذين يَجْترئون على الغابات والأحزمة الخضراء والأراضي الفيضية، وسواحل الشطآن ما كان لهم أن يُحيلوها إلى مضاربات عقارية، وفضاءات إسمنتية لو لم يتم التساهلُ مع أول اجتراء، والتسامحُ مع الإمعان في الاستثناء.

والذين يَسْطون على الملك العام، ويتخذونه فضاء للعرض والاتجار ما كان لهم أن يُكرِّسُوا الاحتلال، ويجعلوا منه الحق الخاص، لو كان التصدي لأول مُحاولة، وعدم مُهادنة أي مبادرة.

والذين يحتكرون السلع، ويُضرمون النار في الأسعار، مُستطيبين الاغتناء من الغلاء، ما كان لهم أن يتمادوا في الإثراء غيرِ المشروع، لو تحققت المنافسة الشريفة، وفُعِّلَت المحاسبة العسيرة.

وقٍسْ على ذلك في العديد من المجالات والحالات، فإما أن تكون القوانينُ صارمة، وعينُ الرقيب حازمة، والمسؤولية مقرونة مشفوعة بالمحاسبةِ اليقِظةِ الدائمة، وإلا انْفرط العِقد، وصار كُلٌّ يعمل على هواه، ويسعى لصالحه دون اعتبار لمن سِوَاه، ولا للصالح العام.

ومُجتمعٌ تُداسُ فيه القيمُ للوصول، تنتفي فيه الغيرية، وتسود فيه الأنانية والفردانية، تطغى عليه الانتهازية، ولا تقومُ له قائمة.

فهل من هبَّة وصَحْوة، تُؤَرِّثُ القيم، وتُرَمِّمُ ما انْصدع، وتتدارك الانفلات، حتى ينصلح الحال، ويَحْسُنَ المآل، ويتحققَ النماء؟.