adsense

2015/07/24 - 11:21 م


القلم الحر

يجد الملايين في أميركا وحول العالم في تطبيق أوبر للهواتف الذكية إمكانية الحصول على خدمة التوصيل متى وأينما كانوا، متجاوزين سيارات الأجرة، كما يجد مئات الآلاف ممن يملكون سيارة فرصة للعمل كسائقين متى توفر لهم الوقت لذلك، غير أن فكرة الركوب في سيارة شخص غريب ما زالت مربكة بالنسبة للكثيرين، لا سيما بعد حصول بعض حالات الاعتداء على الركاب، فهل استخدام أوبر هو فعلا أكثر خطرا من طلب سيارة أجرة؟
أوبر هو تطبيق للهواتف الذكية يوظف نظام تحديد المواقع العالمي GPS للتعارف بين السائقين والركاب القريبين. فبدلا من الاتصال بسيارة أجرة تقليدية، يقوم الركاب بمراجعة أوصاف السائقين القريبين وسياراتهم. ويستطيع الراكب أن يحدد موقع وجود السائق الذي اختاره وهو في طريقه إليه عن طريقة نظام GPS. 
وبعد أن يقوم السائق بتوصيل الراكب، يقوم الراكب بتحويل الأجرة من خلال تطبيق الهاتف عن طريق بطاقة الائتمان المحفوظة في التطبيق. 
 ويقوم الراكب بتقييم أداء السائق، ما يساعد الركاب الآخرين في اختيار السائق ذي السمعة الجيدة. ويقوم السائق أيضا بتقييم الركاب، ما يضمن  تسجيل تلك البيانات مستقبلا في حال تعرضه لأي مساءلة قانونية. 
وللتأكد من موثوقية السائقين، تجري شركة أوبر مراجعة لتاريخهم الأمني منذ سبع سنوات باستخدام قاعدة بيانات مكتب التحقيقات الفدرالية FBI، ويدفع الركاب في الواقع مقابل ذلك، إذ تتضمن الأجرة الآن مبلغ دولار واحد مقابل "الخدمة الآمنة". وهناك إجراءات مماثلة في الدول الأخرى. 
وتتوفر خدمة أوبر حاليا في 260 مدينة حول العالم، بما فيها مدن عربية مثل جدة والرياض والقاهرة وبيروت وأبو ظبي ودبي. 
وقالت الشركة في كانون الأول/ديسمبر إن لديها 160 ألف سائق في الولايات المتحدة يأخذون طلبات توصيل أربع مرات في الشهر على الأقل.
فرصة لكسب إضافي
تستخدم مروة المصري التي تعمل مستشارة أكاديمية في منطقة شمال فرجينيا تطبيق أوبر حين تريد الذهاب إلى واشنطن العاصمة من مدينة فيرفاكس، ولأنها لا تملك سيارة تستخدمه أيضا حين تذهب إلى موعد طبيب أو إلى مكان لا تتوفر فيه مواصلات عامة.
وترى المصري أن من أبرز مزايا أوبر أن أسعاره أرخص من أسعار سيارات الأجرة، وتضيف "من فوائد أوبر أيضا أنه يستخدم بطاقة الائتمان، وهو ما أمر مريح حين لا يكون لدي نقود ورقية". 
من جانب سائقي أوبر، فإن أبرز مزايا التطبيق هو فرصة للعمل بأوقات مرنة. 
مصطفى قدورة، الذي يعمل مهندسا مدنيا في شمال فرجينيا، يستخدم أوبر كسائق متى يكون لديه الوقت لذلك، ولا سيما في عطلة نهاية الأسبوع، وهو الوقت نفسه الذي يكون على الخدمة إقبال من قبل الركاب.
يقول قدورة "يعجبني أنها وظيفة جانبية أستطيع أن أكسب منها دخلا إضافيا متى كان لدي الوقت لذلك. فلا حاجة لأن ألتزم بجدول أو بمواعيد. ففي عطلة نهاية الأسبوع حين لا أكون أقوم بشيء مفيد، أفتح تطبيق أوبر وأعرض خدمة التوصيل لمن يحتاجها".
غرباء.. ركابا وسائقين
أما من ناحية الشعور بالأمان، فإن المصري لا تشعر أن هناك فرقا في هذه المسألة بين تطبيق أوبر وسيارات الأجرة، وتضيف "المواقف الخطيرة قد تحصل سواء كنت في سيارة أوبر أو سيارة أجرة". وتضيف "يمكن تتبع مسار كلا الخدمتين عن طريق الـGPS". 
أما قدورة فيرى من جانبه أن السائقين عليهم توخي الحذر، ويقول "إنك تقوم بتوصيل أناس غرباء لا تعرفهم على الإطلاق، لذا فأنا أراقب الركاب بحذر. لكن بشكل عام أرى أن أوبر يقوم بتتبع سجلات الركاب بشكل جيد". 
وتطبيق أوبر ليس اللاعب الوحيد في مجال التعهيد الجماعي لتوصيل الركاب، إذ هناك أيضا تطبيق ليفت Lyft وسايدكار Sidecar اللذين يزدادان شهرة، غير أن أوبر في المقدمة بلا منازع.
اعتداءات على ركاب أوبر
على الرغم من إجراءات مراجعة سجل السائقين الأمني إلا أن تطبيق أوبر لم يخل من حالات اعتداء على الركاب من قبل السائقين أو الركاب.
ففي نيودلي في الهند، اتهم أحد سائقي أوبر باغتصاب امرأة تبلغ من العمر 26 عاما في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقد دفع السائق ببراءته. غير أن الحادثة دفعت بالسلطات إلى منع خدمة أوبر في نيودلهي بسبب عدم اتباعها إجراءات التدقيق الأمني التي تتبعها المدينة لسائقي سيارات الأجرة. فقد كان ذلك السائق متهما بالاغتصاب ثم تمت تبرئته في 2011. 

ووعد مدير شركة أوبر ترافيس كالانيك بإعادة النظر في نظام مراجعة السجل الأمني للسائقين. كما أضافت الشركة زر "الفزع" للتطبيق يسمح للركاب بأن يتصلوا بالأمن المحلي مباشرة في حال التعرض للخطر.
وقد تم إعادة خدمة أوبر إلى نيودلهي في 23 كانون الثاني/ يناير لكن ضمن نظام سيارات الأجرة في المدينة. 
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي أيضا، اتُهم أحد سائقي أوبر في مدينة بوسطن بولاية ماستشوستس باغتصاب راكبة
واتهم سائق لأوبر في شيكاغو بالاعتداء الجنسي على امرأة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر. 
أوبر: الأمان هو أولى أولوياتنا
ويزعم سائقو سيارات الأجرة، الذين يجدون في أوبر تهديدا لعملهم، أن مراجعات السجل الأمني لسائقي خدمات التوصيل الخاصة مثل أوبر وليفت هي أقل صرامة في مراجعات السجل الأمني لسائقي الأجرة. فعلى الرغم من أن حكومات الولايات تفرض أخذ بصمات سائقي سيارات الأجرة إضافة إلى مراجعات سجلاتهم، إلا أن أوبر وليفت لا تفرضان أخذ البصمات. 
من جانبها، تؤكد شركة أوبر أن الأمان هو أولى أولويات الشركة، وأن وأي تصرف مسيء تجاه السائق أو الراكب يتم تسجيله والنظر فيه مباشرة. 
وتقول شادن عبد اللطيف، المتحدثة باسم أوبر لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إن من الصعب على شخص يقوم بتصرف مسيء أن ينفذ من المحاسبة، وتضيف "حين يطلب الراكب سيارة عن طريق تطبيق أوبر، يمكنه أن يرى اسم السائق وصورته ولوحة تسجيل السيارة، ويمكنه أن يعرف بالضبط أي سيارة ستخدمه، كما يمكن للركاب أن يمرروا تلك المعلومات ومشوار الطريق إلى العائلة والأصدقاء عن طريق نظام GPS الذي يستخدمه النظام".
هذا، وتسمح التقييمات التي يقدمها الركاب عن السائقين بعد انتهاء الرحلة لشركة أوبر بأن تضبط الجودة وأن تضمن بأن يبقى أفضل السائقين ضمن النظام، وفقا لعبد اللطيف. 
وعلى الرغم من التقارير التي تتهم سائقي أوبر أو ركابه بالاعتداءات، إلا أن تقريرا لمعهد كيتو للأبحاث نشر في كانون الثاني/يناير الماضي أظهر عدم وجود أدلة تشير إلى أن أوبر (أو غيره من تطبيقات التوصيل مثل ليفت) أكثر خطرا من استخدام سيارات الأجرة. 
وأشار التقرير إلى أن أوبر و"ليفت" لديهما نظام فعال لمراجعة السجل الأمني للسائقين. 
جرائم القتل شائعة أيضا في سيارات الأجرة
ووفقا لبيانات صادرة عن مكتب إحصائيات العمل الأميركية، فإن الجرائم في سيارات الأجرة هي أكثر شيوعا من حوادث السير، فحالات الوفاة في سيارات الأجرة الناتجة عن جرائم القتل تراوحت بين 56 في المئة و80 في المئة بين 2003 و2012. وسائقو سيارات الأجرة أنفسهم معرضون للخطر لا سيما وأنهم يحملون غالبا مبالغ كبيرة من النقود. 
وفقا لشركة أوبر نفسها فإن تطبيقها جعل مدينة شيكاغو أكثر أمانا، حيث تراجعت الجرائم التي ترتكب في سيارات الأجرة، من سرقات واعتداءات، بنسبة 20 في المئة منذ أن انطلقت خدمة أوبر في المدينة 2011. 
كم يكسب سائق أوبر من المال؟
تزعم شركة أوبر أن سائقيها في مدينة نيويورك يكسبون دخلا سنويا يقدر بنحو 90 ألف دولار طالما أنهما يعملون بدوام كامل أي 40 ساعة في الأسبوع على الأقل. وتقول إن سائقيها في مدينة دالاس (ولاية تكساس) قد يصل دخلهم السنوي إلى 60 ألف دولار
غير أن هذه التقديرات لا تأخذ بعين الاعتبار توفر فرصة دائمة لتوصيل الركاب. كما لا تأخذ بعين الاعتبار التكاليف الإضافية للعمل كسائق أوبر، ويشير إليها مصطفى قدورة بالقول "هناك تكاليف خفية منها البنزين وعمر السيارة وإبقاؤها نظيفة، فمستخدمو أوبر يعطون تقييمات أفضل للسيارات النظيفة". 
ورغم ذلك فإن المستثمرين في شركة أوبر متحمسون لنموها. فقد استطاعت الشركة أن تجمع أربعة مليارات دولار من المستثمرين المجازفين الذين يستثمرون في الشركات الناشئة، منها شركات كبرى مثل "بنتشمارك" Benchmark و"غوغل فنتشرز" Google Ventures. وتقدر قيمة شركة أوبر حاليا بنحو 40 مليار دولار، ما يجعلها أغلى شركة ناشئة في الولايات المتحدة. 
ماذا عنك؟ ما رأيك بتطبيق أوبر كوسيلة لكسب مال إضافي؟ هل ترى فكرة الركوب في سيارة أوبر مع شخص غريب آمنة؟ شاركنا رأيك من خلال تطبيقي راديو سوا وقناة الحرة على هواتف آيفون وأندرويد، أو عبر عنه بتعليقات في صفحاتنا على فيسبوك وتويتر.