adsense

2021/02/09 - 7:10 م


 بقلم عبد الحي الرايس

"طريق الوحدة" عنوانٌ لا يكادُ يطرُقُ الآذان، حتى ينتشيَ الفكرُ والوجدان، بذكرى أمجاد فجر الاستقلال، إذْ لم تكدْ تمضي سنتان على الانعتاق من رِبقة الاستعمار، حتى تبلورت فكرة شق طريقٍ يفُك العزلة بين الجنوب والشمال.

وكان مطلعُ صيف 1957 إيذاناً بانطلاق عملية تطوُّعٍ دعا إليها المغفورُ له محمد الخامس، ولبَّى النداءَ  أحدَ عشرَ ألف شاب انخرطوا بسواعدهم يُزحزحون الصخور، يخترقون الجبال، ويُعبِّدون المسار، ومع تباشير الخريف حققوا الإنجاز، وفي أماسي النضال كانت مُسامراتُ التثاقف والحوار، ومنها انبثق الشعار: "نبني الطريق والطريق يبنينا" الذي سيظلُّ منارةً مُلهِمة تُذكي الحماس لدى المُتوَثِّبين من الشباب.

كان الطريقُ في إبانه مكسباً ومَغْنماً، وظل مفخرة تتغنى بها الأجيال.

الآن وبعد انصرام نصف قرن من الزمان، يبدو الطريق مُوحِشاً لا يخْلُو من الأخطار، فلو لمستْه يدُ التثنية والتسريع، وَوُظفت فيه تقنياتُ التطوير، وآلياتُ التجهيز، لصار واعداً بالإنعاش، وسبيلاً للازدهار.

ثمانون كيلومتراً شقتْها سواعدُ الشباب، هي في عُرْفِ الألفية الثالثة هيِّنةُ التحقيق، بسيطةُ الإنجاز.

فهلاَّ حظي المشروعُ بالأوْلوية والاعتبار؟ !

سيكون مصدرَ ربح اجتماعي وسياحي، وفكِّ العزلة عن كثير من المرابع والمصايف، ومنفذَ ارْتيادِ العديد من المنابع والشواطئ، وسبيلَ إنعاش غير قليل من القرى والمداشر، وسيأتي في سياق تفعيل الاقتصاد، واستثمار المجال.

"طريق الوحدة " في عَقْدِ خمسينيَّات القرن الماضي هو غَيْرُهُ في عشرينيَّاتِ القرن الحالي، ولو تَمَّ تحيينُه بإمكانات العصر لصار رافعة للتنمية، وعنواناً على الوفاء.