adsense

2020/03/31 - 1:06 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
في ظل الظروف الوبائية الخطيرة التي عرفتها البلاد مع انتشار وباء كورونا ، وفي الوقت الذي التزمت فيه غالبية المواطنين بالحجر الصحي ، الذي أوقف كل الأعمال والأشغال والتجمعات والتظاهرات وألغى حركة السيارات حماية لأنفسهم وأسرهم وبلدانهم ، في هذا الوقت بالذات ، ألقى رجال الصحة بكل أصنافهم أطباء وممرضين وصيادلة وإسعافيين وفنيي المختبرات ، بأنفسهم بكل شجاعة واستبسال في أحضان العدوى الضارية ، ساعين لهزمها بإخلاص و جدية واتفانٍ وحرفية شديدة ، خدمة للمجتمع وحماية للمواطنين ، والتي سطروا فيها أروع أمثلة البطولة والوطنية ، في واحدة من أقسى المعارك الإنسانية التي تبوؤوا فيها الخطوط الأمامية في كافة ربوع البلاد داخل المستشفيات وخارجها ، لاستقبال المصابين بـالـ"فيروس والمشتبه في إصابتهم به، ناسين ومتناسين ما واجهوه مع البعض من سوء المعاملات التي وصلت في أحيان كثيرة إلى العنف البدني ، وهم يؤدون مهنتهم الإنسانية في بيئة لا تمكن أوضاعها من القيام بدورها في علاج ورعاية المواطنين، ومنظومة صحية لا توفر أدني المقومات الطبية التي تجعل مهنة التطبيب تحضى بالاحترام والتقدير ، الذي كانت تحضى به مند ابقراط ، الوضع المخزي الذي كان وراءه إصرار بعض مسؤولي الصحة على البقاء في السلطة أطول زمن ممكن كأهم مشرع اجتماعي عملوا على تحقيقه ، الأمر الذي لا يسعنا معه الا أن نعتذر ونتأسف للطب والأطباء على ما فعله المتآمرون منا على الوطن وسلامة المواطنيين ، ونزجي آيات الشكر والتقدير لكل مهنيي الصحة بكل أصنافهم على ما يقدمونه من مجهودات جبارة لخدمة الإنسانية جمعاء ، وبالمناسبة لابد أن نقف لهم بالإجلال والتقدير الذي يستحقونه بجدارة وأمتياز ، كما وقف الجيش الصيني لتحية طواقم زملاءهم عند عودتهم من مدينة "ووهان" منتصرين على الوباء ، وكما وقف الإيطاليون في شرفات بيوتهم يحيون ويشكرون الأطباء ، الذين تعرض الكثير منهم للهلاك لتظل مهنة الطب من أعظم المهن الإنسانية على الاطلاق ، بكل ما تحمله الإنسانية وتبشر به من خير عام للبشر جمعاء وليس لنوع معين دون غيره ، وكما يقال :"الإنسانية برعم مزروع في داخل كل إنسان، فيهم من يرعاه وينميه ، ويأخذ به نهجا في الحياة ، وفيهم من يهمله ويشوهه ويوليه ظهره.