adsense

2020/03/26 - 11:54 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست
في الوقت الذي ترصد فيه بلدان العالم الغربي الكافر حركة فيروس كورونا ، وينكب فيه إنسانها -الذي قطع مع التفكير الثراتي الكنسي ، وآمن بأن النجاة منه ليست في المورثات الغيبية ، وأنها في اتحاذ الأسباب والحلول العلمية ، التي لا يرى فيها إنقاصا من شأن معتقداته، بل متمما لها-  وفي الوقت الذي يثابر فيه علماؤها أطباؤها، من داخل مختبراتهم ومصحاتهم ، على البحث عن أمصال ومضادات لمحاصرت الجائحة والقضاء عليها ، خدمة للإنسانية ؛ 
وفي ظل التعبئة الوطنية الكبيرة الموحدة التي أطلقها ملك البلاد لتطويق تصاعد وثيرة انتشار الوباء في بلادنا والقضاء عليه ، في هذا الوقت ، أبت تيارات التطرف المأسلم ، إلا أن يشارك"خبراؤها الدينيون"  برأيهم في هذه الجائحة ، ماهيتها ومنشؤه وأحوالها وطرق الخلاص منها ، والتي لخصوها ، بوعي كامل واصرار عنيد ، في كون فيروسها ، هو جند من جنود الله ، سخره سبحانه وتعالى ليغضب وينتقم له من الإنسان ليعود الى رشده ويستسلم لربهم ، وغير ذلك من التهيؤات الغبية ، وخرافات القرون الوسطى المضللة ، والمروجة لصورة غير مشرفة عن الخالق الذي لا يمكن ان تصدر منه مثل هذه المصائب الضارة بالإنسان ، والمكرسة للجهل المقيت ، الذي هو جزء من تركيبتهم النفسية ، وسمة من أهم سماتهم ، وأبرز نشاطاتهم الظاهرة والخفية .
وتبقى الطامة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، والتي فاقت ما تقدم من خبل وهبل ، أنه في عز تسابق الكفار على انتاج ما يوقف الوثيرة التصاعدية لفتك الوباء بمئات وآلاف والبشر، لم تتوانى العقلية التقليدية الصماء عن الخروج علينا من أعماق مستنقعات جهلها الراكدة المليئة بفيروسات الدجل والشعودة ، بأحد نوابغ الإسفاف والتتفيه - الذين يفهمون في كل القضايا، السياسية والفقهية والفلسفية والاجتماعية والنفسية والرياضة والطبية وغيرها من العلوم التي لا يستعملونها إلا في تبرير متبنياتهم العقائدية ، والرد على الخصوم – ليطل على العالم ليتحفه بعصارة أبحاث من صميم الخرافة والنكوص المكرسة لثقافة الهزيمة والتخلف والغباء ، التي انتهى فيها وبها ، إلى أن حقيقة وعلة خلق  فيروس كورونا وتسميته وأسباب انتشاره وحتى علاجه ، مذكورة كلها في القرآن الكريم قبل حدوثها في أيامنا هذه بـــ 14 قرنا و41 سنة،  كأيها مستجد ، كيفما كان نوعه ، فكرة أو مشروعاً ، التي اعتاد المتفيقهون في الإسلام -الذين ليس لهم منه إلا إسمه ، وليس لهم من القرآن إلا حفظه وتجويده ، إن لم نقل رسمه – ارجاعه إلى القرآن ، عازفين أسطوانة " الإعجاز العلمي في القرآن " المشروخة المريبة ، المناقظة لحقيقة الإسلام الحنيف الذي هو دين العقل ، والذي يأخذ الأحكام بالدليل ، وليس بعواطف الحب والكره ، التي أوصلتنا إلى أسفل القاع بين الأمم ..