adsense

2020/03/28 - 3:59 م

إلى عهد قريب قبل أن يبتلينا الله بهذا الوباء، كان في نظر البعض، رجل السلطة  ورجل الامن  هو الظالم والجائر والمرتشي والمحاصر اجتماعيا، وبقدرة قادر أصبح هؤلاء يصطفون إلى جانب أطر الصحة والتعليم وعمال النظافة وآخرين في صدارة الأحداث، وتمتلئ الدنيا بعبارات المدح والثناء في حقهم، والمطالبة بإنصافهم.

مع كورونا وجدنا نساء ورجال السلطة والأمن يستعملون في تعاملهم مع الناس كل ما تعلموه من دروس نفسية، ويعملون كل نظريات حقوق الإنسان، وعلم النفس الاجتماعي الذي صار ضرورة من أجل أن يجد هؤلاء توازنهم النفسي عند القيام بمهامهم، ويتجنبوا بذلك ما علق بأذهان الناس وهي الالتجاء مباشرة الى العنف والتجريح.
يقوم رجال السلطة والأمن بأعمالهم في حفظ الاستقرار والأمن بكل جهدهم، في ظل ما نعيشه من ظروف صعبة فرضتها الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة كورونا، لكن هذا يبقى غير كاف بدون مساعدة المواطن نفسه، فالتكاثف والتعاون الذي عرفته كل مناطق المغرب وسكانها مع السلطات و قوات الامن في عدة أحداث ومواقف قد يبشر بإعادة مناخ الثقة، واحترام القانون بين المواطن ومؤسسات السلطة والأمن، التي يصدر المواطن حكمه عليها عادة على أساس تصرف فردي وغير مسؤول لفرد من أفرادها.
 وعلى أساس هذا التعاقد، وجب على كل فرد بالمجتمع أن يقدر الجهود التي تؤديها السلطة والأمن والمسؤوليات التي تنهض بها، مادامت ملتزمة ببنود التعاقد المجتمعي والشراكة الوطنية، وعليه أقول لأولئك الذين يريدون استغلال هذه  الظروف لتعكير صفو هذه العلاقة والشراكة "الجديدة" بين المجتمع وجزء منه (السلطة والأمن) محاولين تشويهها بطريقة ممنهجة، بدعوى أن هناك قصورا وتجاوزا في الأداء، من دون الإقرار بجهود هذه السلطة في توفير الظروف الملائمة لتمر هذه الظروف بسلام وبأقل الخسائر، أقول لهم كفى فلا الوقت ولا الزمان يسمحان بذلك.
فعلى كل مغربي ألا يشعر بالإحباط والهزيمة أمام هذا الوباء، وأن يعلم أنّ الأمم العظيمة قد تمر بنكسات وقد تعاني من الضعف في مرحلة ما، ولكنها لن تظل على تلك الحال أبد الدهر.